الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مدينة مشوهة وسكان في المخابئ.. "سودزا" الروسية في قبضة الأوكران

  • مشاركة :
post-title
المشهد فى كورسك الروسية بعد التوغل الأوكراني

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

سيارات مدنية تحمل آثار الرصاص على جانبي الطريق، وشوارع مليئة بالشظايا، ومدنيون يتجمعون في مخبأ من القنابل.. هذا هو المشهد الذي رصدته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، في مدينة "سودزا" الروسية الحدودية، التي أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول الخميس، سيطرة قواته عليها.

وذكرت الشبكة الأمريكية في تقرير لها، أن المدينة الروسية بدت مشوهة بدخان أسود ناجم عن الانفجارات، والشوارع خالية، لكن يتردد فيها أصداء العاصفة التي كانت تشتعل حولها، وكسرت نيران الأسلحة الصغيرة والمدفعية الصمت، ولكن عن بعد.

وفي أحد المباني الكبيرة بسودزا، خارج مدخل الطابق السفلي، كانت هناك لافتة كبيرة مكتوبة بخط اليد على ورق مقوى تعلن: "هنا أناس مسالمون في الطابق السفلي، لا وجود للجيش".

وكانت إينا، البالغة من العمر 68 عامًا، جالسة في الخارج، وأضافت أن هناك 60 مدنيًا آخرين في الطابق السفلي، في مشهد بدا تكررًا في عشرات المدن الأوكرانية على مدى العامين الماضيين.

وفي الظلام بملجأ تحت الأرض، حيث يحتمى المدنيون، بينهم امرأة مسنة تردد: "لا أعرف كيف سينتهي الأمر.. على الأقل هدنة حتى نتمكن من العيش بسلام.. لا أحتاج إلى أي شيء سوى عكازي، لا أستطيع المشي.. إنه صعب للغاية".

وفي الغرفة المجاورة، كان الضوء خافتًا على أسرة مكونة من ستة أفراد، بينهم رجل، قال: "أسبوع بلا أخبار.. لا نعرف ماذا يحدث حولنا"، وكان ابنه جالسًا في صمت بجانبه متجهم الوجه.

وفي نهاية الممر، بدا يفيموف، وهو مسن في التسعينيات من عمره، قال إن ابنته وابنة أخته وأحفاده متزوجون من أوكرانيين ويعيشون في أوكرانيا، ومع ذلك لا يستطيع الوصول إليهم، وعندما سُئل عن المكان الذي يريد الفرار إليه، قال: "إلى أوكرانيا".

وفي الشارع خارج المبنى، تقف نينا، 74 عامًا، تبحث عن دوائها، لقد دُمرت المتاجر وأُغلقت الصيدليات، وتصر على البقاء في المدينة، وتساءلت: "لماذا أترك المكان الذي عشت فيه 50 عامًا؟ ابنتي وأمي في المقبرة وابني وُلد هنا، وأحفادي.. أعيش على أرضي.. لا أعرف أين أعيش؟ لا أعرف لمن هذه الأرض؟ لا أفهم شيئًا".

وشنّت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس هجومًا على منطقة كورسك الحدودية، وسيطرت على عشرات البلدات، في أكبر عملية عسكرية أجنبية داخل الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن زيلينسكي، أمس الأول الخميس، أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة سودزا بمنطقة كورسك الروسية، التي تحتوي على البنية التحتية التي تضخ الغاز الروسي نحو أوروبا.

وتستضيف مدينة سودزا محطة قياس للغاز الطبيعي الروسي القادم من غرب سيبيريا، والذي يتدفق بعد ذلك عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية إلى أوروبا، وهو ما يمثل نحو 3% من واردات الغاز الأوروبية.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحرك أوكرانيا وتوغلها نحو كورسك مثالًا واحدًا على كيفية اتخاذها للمبادرة في الحرب، وكشفها عن ضعف روسيا وإحراج رئيسها فلاديمير بوتين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، إن الهجوم قد يساعد في إعادة بناء الروح المعنوية المتراجعة لدى القوات الأوكرانية والسكان المنهكين بفعل الحرب.

ولكن من غير الواضح كيف وأين سينتهي هذا الهجوم السريع والناجح والمفاجئ، وفق "سي إن إن".