الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نقطة انطلاق الغاز لأوروبا.. سودزا الروسية في قبضة أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يعتلى دبابة على الحدود مع روسيا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة سودزا بمنطقة كورسك الروسية، التي تحتوي على البنية التحتية التي تضخ الغاز الروسي نحو أوروبا.

وتعد منطقة سودزا، التي تقع على بعد نحو ستة أميال (9.6 كيلومتر) داخل الأراضي الروسية، الأكبر بين 80 بلدة، وتدعي أوكرانيا أنها سيطرت عليها خلال عشرة أيام منذ بدء توغلها المفاجئ في روسيا.

وشنّت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس هجومًا على منطقة كورسك الحدودية، وسيطرت على عشرات البلدات، في أكبر عملية عسكرية أجنبية داخل الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وكتب "زيلينسكي"، على "تليجرام"، أمس الخميس، أن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، "أفاد باستكمال تحرير مدينة سودجا من أيدي العسكريين الروس"، في أكبر انتصار للقوات الأوكرانية منذ بدء التوغل.

وأعلن سيرسكي، خلال اجتماع مع زيلينسكي، أمس الخميس: "تقدمت قواتنا بالإجمال بعمق 35 كيلومترًا منذ بدء العمليات في منطقة كورسك"، مؤكدًا أن الجيش يسيطر الآن في منطقة كورسك على 1150 كيلومترًا مربعًا و85 بلدة.

وتستضيف مدينة سودزا محطة قياس للغاز الطبيعي الروسي القادم من غرب سيبيريا، والذي يتدفق بعد ذلك عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية إلى أوروبا، وهو ما يمثل نحو 3% من واردات الغاز الأوروبية.

واعتبرت صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية، تحرك أوكرانيا وتوغلها نحو كورسك مثالًا واحدًا على كيفية اتخاذها للمبادرة في الحرب، وكشفها عن ضعف روسيا وإحراج رئيسها فلاديمير بوتين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، إن الهجوم قد يساعد في إعادة بناء الروح المعنوية المتراجعة لدى القوات الأوكرانية والسكان المنهكين بفعل الحرب.

ويكشف التوغل الأوكراني في روسيا عن "تحول دراماتيكي"، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن الهجوم تم التخطيط إليه في سرية تامة، بهدف تحويل القوات الروسية بعيدًا عن خطوط المواجهة في أوكرانيا والاستيلاء على الأراضي لاستخدامها كورقة مساومة خلال أي مفاوضات مستقبلية.

ونقلت صحيفة" ذا تليجراف" البريطانية، عن مسؤولين أمريكيين، إن روسيا حركت "عدة آلاف" من جنودها من أوكرانيا للدفاع عن أراضيها في كورسك، فيما استمرت موسكو بإجلاء آلاف السكان الآخرين من مناطق حدودية، أمس الخميس، في وقت قالت فيه أوكرانيا إنها تواصل التقدم بعد توغل مباغت داخل الأراضي الروسية يهدف إلى إجبار موسكو على إبطاء تقدمها على طول الجبهة.

وفي مؤشر على نية أوكرانيا ترسيخ وجودها في كورسك، أعلن قائد الجيش الأوكراني تشكيل إدارة عسكرية في الإقليم الروسي، تتولى شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، وتشرف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية.

وترى "نيويورك تايمز"، أن التوغل داخل الأراضي الروسية أظهر كيف نجح الجيش الأوكراني في تحسين مهاراته في تقنيات فشل بإتقانها قبل عام، في إشارة إلى فشل الهجوم المضاد.

وأوضح مسؤولون أمريكيون للصحيفة، أن العملية نفسها لن تدفع روسيا إلى طاولة المفاوضات، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه لن يدخل أي مفاوضات بينما تحتل أوكرانيا أراضي روسية، وقال مسؤولون أمريكيون إنه يجب التعامل مع حديثه على محمل الجد.

وكان مسؤولون أمريكيون قالوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن روسيا تسحب بعض قواتها العسكرية من أوكرانيا ردًا على هجوم أوكراني على الأراضي الروسية، في أول إشارة إلى أن توغل كييف يجبر موسكو على إعادة ترتيب قواتها.

وأضافت الصحيفة أن تقييم المسؤولين يعزز المزاعم التي أعلنها مسؤولون أوكرانيون بأن الهجوم المفاجئ داخل إقليم كورسك الأسبوع الماضي "تسبب في إبعاد قوات روسية من مناطق أوكرانية".

وأكد مسؤولون أمريكيون لـ"نيويورك تايمز"، أن أوكرانيا مضطرة للبناء على هذه العملية بعمليات أخرى جريئة يمكنها أن تدفع روسيا إلى الشعور بأن انتصار كييف لا مفر منه، مضيفًا أن ذلك يمكن أن يكون بالمزيد من التوغلات عبر الحدود أو مهام تخريب سرية أو غير ذلك.