الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

احتدام المنافسة على مقعد الرجل الثاني.. ثلاثة مرشحين لرئاسة وزراء فرنسا

  • مشاركة :
post-title
برنار كازنوف وكزافييه بيرتران ولوسي كاستيتس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوةٍ غير معتادةٍ في السياسة الفرنسية الحديثة، يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون، لبدء سلسلة من المشاورات مع قادة الأحزاب السياسية؛ بهدف تعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة جديدة لفرنسا، في حين تأتي هذه الخطوة في أعقاب انتخابات برلمانية مفاجئة، أُجريت في يوليو الماضي، لم تسفر عن فوز أي من الكتل السياسية الرئيسية بأغلبية مطلقة في البرلمان.

ماكرون يبدأ المشاورات

وفقًا لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو"، أعلن قصر الإليزيه في بيان رسمي أن الرئيس ماكرون، سيبدأ لقاءاته مع القادة السياسيين يوم الجمعة المقبل، الموافق 23 أغسطس. وأضاف البيان أن "تعيين رئيس الوزراء سيأتي في أعقاب هذه المشاورات واستنتاجاتها".

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من التوقف السياسي في فرنسا؛ بسبب دورة الألعاب الأولمبية، وتعد هذه المشاورات خطوة غير مألوفة في السياسة الفرنسية الحديثة، حيث كان من المعتاد أن يعين الرئيس رئيس وزراء من نفس المعسكر السياسي، مع ثقته بحصول المرشح على دعم البرلمان.

وتأتي المشاورات بعد شهر من استقالة الحكومة السابقة برئاسة رئيس الوزراء جابرييل أتال، والتي ظلت تعمل بصفة مؤقتة حتى تشكيل الحكومة الجديدة. وتعكس هذه الخطوة حجم التحديات السياسية التي تواجهها فرنسا في ظل عدم وجود أغلبية برلمانية واضحة.

تحديات تشكيل الحكومة

لكن الوضع مختلف هذه المرة، إذ إن نتائج الانتخابات البرلمانية المفاجئة التي جرت في يوليو، لم تمنح أيًا من الكتل السياسية الرئيسية الثلاث في البلاد أغلبية مطلقة في البرلمان، ما يجعل من عملية تشكيل الحكومة أكثر تعقيدًا ويتطلب توافقًا أوسع بين مختلف القوى السياسية.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن قصر الإليزيه، أكد في بيانه ضرورة العمل المشترك، قائلًا: "عبر الفرنسيون في الانتخابات البرلمانية عن رغبتهم في التغيير وفي تجمع واسع. وبروح المسؤولية، يجب على جميع القادة السياسيين العمل على تنفيذ هذه الرغبة".

مرشحون محتملون للمنصب

تشير المصادر، وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو"، إلى وجود عدة أسماء مطروحة لتولي منصب رئيس الوزراء في فرنسا، في مقدمتهم لوسي كاستيتس، المرشحة الرسمية الوحيدة حتى الآن. تم ترشيح كاستيتس من قبل الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يساري واسع فاز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يضم أحزابًا متنوعة مثل الاشتراكيين والخضر والشيوعيين وحركة فرنسا الأبية.

إلى جانب كاستيتس، يبرز اسم برنار كازنوف، كمرشح محتمل آخر لهذا المنصب الرفيع، كازنوف، المعروف بكونه سياسيًا اشتراكيًا بارزًا، يتمتع بخبرة سياسية واسعة قد تؤهله لقيادة الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة.

أما الاسم الثالث الذي يتردد بقوة فهو كزافييه بيرتران، الذي يمثل الجناح اليميني المحافظ في المشهد السياسي الفرنسي، ويُنظر له على أنه مرشح قوي قد يحظى بدعم الأحزاب اليمينية والوسطية؛ ما قد يساعد في تشكيل تحالف حكومي واسع.

هذا التنوع في الخلفيات السياسية للمرشحين المحتملين، يعكس التحدي الكبير الذي يواجهه الرئيس ماكرون في اختيار شخصية قادرة على جمع الأطراف السياسية المختلفة وقيادة حكومة فعّالة في ظل البرلمان المنقسم.

تداعيات الوضع على أوروبا

تشير بوليتيكو إلى أن الوضع السياسي الحالي في فرنسا له تداعيات تتجاوز حدود البلاد، إذ إن باريس، بوصفها قوة رئيسية في الاتحاد الأوروبي، تحتاج إلى حكومة مستقرة وقوية للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتزايدة على المستويين المحلي والأوروبي.

ويرى محللون أن نجاح ماكرون في تشكيل حكومة تحظى بدعم برلماني واسع، سيكون حاسمًا لقدرته على تنفيذ برنامجه الإصلاحي وتعزيز دور فرنسا في الساحة الأوروبية والدولية.