في تطورٍ مثيرٍ للقلق يكشف عن التحديات الجديدة التي تواجه الديمقراطية في العصر الرقمي، أعلنت شركة "أوبن إيه أي، عن اكتشافها لمحاولة من قبل مجموعة إيرانية لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة للتدخل الأجنبي في العمليات الديمقراطية باستخدام أحدث التقنيات.
وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أعلنت شركة أوبن إيه أي، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أنها قامت بإغلاق حسابات تابعة لمجموعة إيرانية استخدمت روبوت المحادثة "شات جي بي تي" لإنتاج محتوى يهدف إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقضايا أخرى.
وأشارت الشركة إلى أن العملية، التي تم تحديدها باسم "Storm-2035"، استخدمت شات جي بي تي لإنشاء محتوى يركز على مواضيع مختلفة، بما في ذلك تعليقات على المرشحين من كلا الجانبين في الانتخابات الأمريكية، والصراع في غزة، ووجود إسرائيل في الألعاب الأولمبية، وتم نشر هذا المحتوى لاحقًا عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الويب.
مقالات مولدة اصطناعيًا
كشفت التحقيقات التي أجرتها أوبن إيه أي أن شات جي بي تي، تم استخدامه لإنتاج مقالات طويلة وتعليقات قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت الشركة، حسب ما نقلته الجارديان، أن العملية لم تبدُ أنها حققت تفاعلًا جماهيريًا ملموسًا، إذ تلقت غالبية المنشورات المحددة على وسائل التواصل الاجتماعي عددًا قليلًا أو معدومًا من الإعجابات أو المشاركات أو التعليقات، ولم تر الشركة مؤشرات على مشاركة مقالات الويب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسعٍ.
إجراءات للمواجهة
اتخذت أوبن إيه أي إجراءات فورية لمواجهة هذا التهديد، إذ حظرت الشركة الحسابات المتورطة من استخدام خدماتها، وأكدت أنها تواصل مراقبة الأنشطة لأي محاولات إضافية لانتهاك سياساتها. هذا الإجراء يأتي في إطار جهود الشركة المستمرة لضمان استخدام تقنياتها بشكل أخلاقي ومسؤول.
تهديدات سابقة
جدير بالذكر أن هذا الكشف يأتي في أعقاب تقرير سابق لشركة مايكروسوفت حول التهديدات الإلكترونية، إذ ذكرت الجارديان أن تقريرًا صادرًا عن مايكروسوفت في أغسطس الماضي، أشار إلى أن الشبكة الإيرانية "Storm-2035"، والتي تضم أربعة مواقع إلكترونية تتنكر كمنافذ إخبارية، كانت تشارك بنشاط مجموعات الناخبين الأمريكيين على طرفي الطيف السياسي المتعارضين.
وأوضح التقرير أن هذه المشاركة كانت تتم من خلال "رسائل استقطابية حول قضايا مثل المرشحين للرئاسة الأمريكية، وحقوق مجتمع الميم، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
جهود لمكافحة التضليل
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتصدى فيها أوبن إيه أي لمحاولات استغلال تقنياتها لأغراض تضليلية، إذ ذكرت الجارديان أن الشركة أعلنت في مايو الماضي، أنها عطلت خمس عمليات تأثير سرية سعت إلى استخدام نماذجها لـ "نشاط خداعي" عبر الإنترنت؛ ما أدى إلى التزام الشركة المستمر بمكافحة إساءة استخدام تقنياتها.
في خضم هذه التطورات، تجدر الإشارة إلى أن المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، يخوضان سباقًا انتخابيًا محتدمًا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر. هذا السباق يزيد من أهمية الكشف عن محاولات التأثير الأجنبي، حيث يمكن لمثل هذه التدخلات أن تؤثر على نتيجة الانتخابات.