روى مسلمو الروهينجا، الناجون من "رحلة الموت"، التي استمرت 40 يومًا على متن قارب بالمحيط الهندي، الذين انتهى بهم المطاف في إندونيسيا، قصصًا عن الجوع واليأس، قائلين إن أكثر من 20 ممن كانوا على متن القارب لقوا حتفهم في الطريق.
وأوضح مسؤولون في المجلس الوطني الإندونيسي لإدارة الكوارث، إن قاربًا جرفته الأمواج إلى شاطئ جزيرة سومطرة، الواقعة بإقليم اتشيه بإندونيسيا، أمس الاثنين، وكان على متنه 174 من مسلمي الروهينجا، معظمهم يعانون من الجفاف والإعياء وبأمس الحاجة إلى الرعاية الطبية العاجلة.
وقال شفيق رحمان، أحد الناجين، إن 200 أبحروا على متن قارب صغير من بنجلاديش منذ نحو 40 يومًا في محاولة للوصول إلى إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة، مشيرًا إلى أن 26 منهم لقوا حتفهم في عرض البحر.
وأوضح رحمان، أن إمدادات الغذاء تضاءلت بعد عشرة أيام وسرعان ما حدث تسرب في القارب المتهالك، وذلك أثناء وجوده في ملجأ مؤقت في مقاطعة بيدي، حيث تلقى العشرات منهم الرعاية الطبية العاجلة، بينما شوهدت امرأة وهي تعمل على تهوية أطفال نائمين بقطعة من الورق المقوى.
وقال "رحمان" إنه وآخرون قدموا إلى إندونيسيا للبحث عن حياة أفضل وإيجاد فرصة للدراسة، فيما قالت ساموسا كاتون، ناجية أخرى، إنها قدمت إلى إندونيسيا للفرار من العوز وإيجاد وظيفة.
ووفقًا لـ "رويترز"، يُعتقد أن قاربًا على متنه 180 شخصًا غرق في أوائل الشهر الجاري، مع اعتبار جميع من كانوا على متنه في عداد الموتى، وفقًا للجماعات الحقوقية.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الاثنين، إن عام 2022 ربما يكون أكثر الأعوام الذي شهد سقوط ضحايا في البحر منذ عقد تقريبًا بالنسبة للروهينجا، وأنه غالبًا ما يبحر مواطنو الروهينجا الذين يحاولون العبور إلى تايلاند وإلى ماليزيا وإندونيسيا اللتين بهما أغلبية مسلمة بين شهري نوفمبر وأبريل، حينما تكون البحار هادئة.
ووصل إلى إندونيسيا ما يقرب من 500 من الروهينجا إلى شواطئها خلال الأسابيع الستة المنصرمة، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.