الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معلومات صادمة عن تفجير "نورد ستريم"... زيلينسكي متورط وأوكرانيا تنفي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقائد جيشه السابق فاليري زالوجني

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وافق على خطة تخريب خطوط أنابيب الغاز الروسية "نورد ستريم" في سبتمبر 2022، إلى أن أمر بإلغائها تحت ضغط من الولايات المتحدة. لكن رئيس أركانه أمر بتنفيذ عملية التخريب على أي حال.

وكسرت خطوط أنابيب نورد ستريم 1 و2 التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والتي تنقل الغاز تحت بحر البلطيق بسبب سلسلة من الانفجارات في سبتمبر 2022، بعد سبعة أشهر من هجوم روسيا على أوكرانيا.

وبحسب المقال، الذي كشف كواليس العملية التخريبية، فقد طرحت الفكرة في مايو 2022، خلال اجتماع بين كبار المسؤولين في الجيش الأوكراني، الذين اجتمعوا للاحتفال بنجاح وقف العدوان الروسي، واقترح أحدهم تدمير خطوط أنابيب "نورد ستريم"، التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

ولفت إلى أن تخريب خط الغاز كان عملية أوكرانية بلغت تكلفتها نحو 300 ألف دولار، بحسب بعض المشاركين. وأشرف على المهمة جنرال يتمتع بخبرة في العمليات الخاصة، والتي وصفها أحد المشاركين، بأنها "شراكة بين القطاعين العام والخاص"، حيث تم تمويلها من جهات خاصة خارج الدولة.

ووفقا لأربعة مصادر كانت على علم بالخطة، وافق زيلينسكي عليها في غضون أيام قليلة، وتم إنجاز جميع الاستعدادات شفويًا، دون ترك أي أثر ورقي.

عملية مباشرة

تألف فريق العملية من يخت صغير يضم طاقمًا مكونًا من ستة أفراد، من بينهم غواصون مدنيون مدربون، وكان من بينهم أيضًا امرأة ساعد وجودها في خلق تمويه بأن مجموعة من الأصدقاء في رحلة بحرية.

وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن زيلينسكي وافق في البداية على الخطة، وفقًا لأحد الضباط الذين شاركوا فيها وثلاثة أشخاص مطلعين عليها، لكنهم قالوا لاحقًا إن وكالة المخابرات المركزية عند معرفتها بالعملية طلبت من الرئيس الأوكراني وقفها، فأمر بإلغائها، لكن قائد جيشه في ذلك الوقت، فاليري زالوجني، الذي قاد الخطة، نفذها على أي حال.

وتحدثت "وول ستريت جورنال" مع أربعة مسؤولين كبار في جهاز الأمن الأوكراني ممن شاركوا في العملية أو كانوا على دراية مباشرة بها. وقال الجميع إن خطوط الأنابيب كانت هدفًا مشروعًا في دفاع أوكرانيا ضد روسيا.

وتم تأكيد هذه الروايات من خلال تحقيق أجرته الشرطة الألمانية، واستمر لمدة عامين تقريبًا، والذي حصل على أدلة شملت اتصالات البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى بصمات الأصابع وعينات الحمض النووي من فريق التخريب المزعوم، وربط الرئيس زيلينسكي مباشرة بالعملية السرية.

وقال الجنرال زالوجني، الذي يشغل حاليًا منصب سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، إنه لا يعرف شيئًا عن مثل هذه العملية، وأن أي تلميح إلى عكس ذلك هو "مجرد استفزاز لأوكرانيا"، وأن حكومته كانت لها أي صلة بالعملية التخريبية.

وأكد قائد الجيش الأوكراني السابق أن زيلينسكي على وجه الخصوص "لم يوافق على تنفيذ مثل هذه العمليات على أراضي دولة ثالثة أو أخرى، ولم يصدر أوامر ذات صلة بهذا".

اليخت الذي استخدمه فريق التخريب الأوكراني - رويترز
تغيير الخطة

في يونيو، أصدر المدعي الفيدرالي الألماني مذكرة الاعتقال الأولى في هذه القضية، بحق مدرب غوص أوكراني يشتبه في تورطه في انفجار خط الأنابيب.

وقالت مصادر مطلعة على التحقيق لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن التحقيق الألماني، يركز الآن على زالوجني ومساعديه، على الرغم من أن المحققين ليس لديهم أدلة في هذه المرحلة يمكن تقديمها إلى المحكمة.

وقد تؤدي هذه النتائج إلى تقويض العلاقات بين كييف وبرلين -أكبر مورد للأسلحة والمساعدات لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة- حتى لو كان بعض قادتها يفضلون غض الطرف عن تورط كييف المحتمل في عملية التخريب، خوفًا من تآكل الدعم الشعبي للقضية الأوكرانية.

وبينما يتقدم التحقيق الذي تجريه الشرطة الألمانية بشكل مستقل، قال مسؤول ألماني كبير مطلع على التحقيق: "هجوم بهذا الحجم هو سبب كافٍ لتفعيل بند الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، لكن بنيتنا التحتية الحيوية تم تفجيرها من قبل دولة ندعمها بشحنات أسلحة ضخمة ومليارات الدولارات نقدًا".

وأشار التقرير إلى أنه بعد الموافقة على العملية، عرفت وكالة الاستخبارات العسكرية الهولندية(MIVD) بالخطة، وأبلغت وكالة المخابرات المركزية، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على التحقيق الهولندي.

ومن جانبهم، سارع الأمريكيون لإبلاغ الألمان بالخطة؛ ووفقًا لمصادر أمريكية وغربية، حذرت المخابرات الأمريكية مكتب زيلينسكي لوقف العملية. ومع ذلك، تجاهل قائد جيشه الأمر، وقام طاقمه بتغيير الخطة الأصلية.

تحت سطح البحر

قام الجنرال المسؤول عن العملية بتجنيد بعض كبار ضباط العمليات الخاصة الأوكرانيين، ذوي الخبرة في تنسيق المهام السرية والخطيرة ضد روسيا، للمساعدة في تنسيق الهجوم على خطوط أنابيب الغاز. وكان أحدهم هو رومان تشيربنسكي، وهو عقيد حاصل على أوسمة وكان قد خدم سابقًا في جهاز أمن الدولة.

ويحاكم تشيربنسكي حاليًا في أوكرانيا بتهم لا علاقة لها بعملية التخريب. وفي الشهر الماضي، أُطلق سراحه بكفالة بعد أكثر من عام؛ وفي مقابلة أُذيعت بعد إطلاق سراحه، قال إن هذا التخريب كان له تأثيران إيجابيان على أوكرانيا "فقد ساعد في تخفيف قبضة روسيا على الدول الأوروبية التي تدعم كييف، ولم يترك لموسكو طريقًا رئيسيًا واحدًا فقط لنقل الغاز إلى أوروبا، وهو خطوط الأنابيب التي تعبر أوكرانيا".

ووفقًا للتقرير، درس تشيربنسكي وفريقه أولًا خطة أقدم وأكثر تعقيدًا لتفجير خط الأنابيب، دبرتها المخابرات الأوكرانية والخبراء الغربيون بعد الحرب الروسية على أوكرانيا لأول مرة في عام 2014.

وبعد رفض الفكرة بسبب تكلفتها وتعقيدها، قرروا استخدام مركب شراعي صغير وطاقم مكون من ستة أفراد -بما في ذلك الجنود والمدنيين ذوي الخبرة البحرية- لتفجير الأنابيب التي يبلغ طولها 1126 كيلومترًا، على عمق يقارب 80 مترًا تحت مستوى سطح البحر.

وفي سبتمبر 2022، استأجر مخططو العملية يختًا صغيرًا يحمل اسم "أندروميدا" في مدينة روستوك الساحلية على بحر البلطيق في ألمانيا.

ووفقًا لضباط أوكرانيين وأشخاص مطلعين على التحقيق الألماني، تم استئجار السفينة بمساعدة وكالة سفر بولندية، أنشأتها الاستخبارات الأوكرانية كغطاء للمعاملات المالية منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

وكان أحد أفراد الطاقم الأوكراني، وهو ضابط بالجيش شارك في الحرب، ملاحًا ذا خبرة، وكان أربعة منهم من ذوي الخبرة في الغوص في أعماق البحار. وكان الطاقم مؤلفًا من مدنيين، أحدهم امرأة في الثلاثينيات من عمرها تلقت دروسًا خاصة في الغوص بصفتها مدنية "ولقد تم اختيارها بعناية لمهاراتها، ولكن أيضًا لتوفير غطاء أفضل للفريق الذي تنكر كأصدقاء في إجازة".

أوكرانيا تتبرأ من الهجوم

نفى مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ميخايلو بودولياك تورط بلاده في انفجار ألحق أضرارا بشبكة خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 في بحر البلطيق، وألقى باللوم على روسيا.

وأكد بودولياك، في تصريح لـ"رويترز" اليوم الخميس "لا يمكن القيام بمثل هذه الإجراءات إلا بموارد تقنية ومالية ضخمة. ومن كان لديه كل هذا في وقت القصف؟ روسيا فقط".