يواجه محلل في استخبارات الجيش الأمريكي السجن لعشرات السنين، بعدما اعترف رسميًا بتسريبه وثائق حساسة تتضمن معلومات عن أنظمة صواريخ وطائرات للصين، بجانب القدرات والاستعدادات العسكرية الأمريكية.
ودائمًا ما تتكشف معلومات عن عمليات تجسس متبادلة بين بكين وواشنطن، كان آخرها ما أعلنته الصين بشأن قضايا تجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، من بينها موظف صيني يعمل في مؤسسة دفاعية، وموظف مهم في مؤسسة صناعية تم تجنيده في إيطاليا.
التصريح الأمني
ويتهم الرقيب كوربين شولتز باستخدام تصريحه الأمني السري للغاية لتنزيل سجلات سرية للحكومة الأمريكية بناءً على طلب شخص لم يتم الكشف عن اسمه ادعى أنه يعيش في هونج كونج، ويزعم أنه جمع 42 ألف دولار في هذه العملية.
وفي مارس الماضي ألقت السلطات الأمريكية القبض على الرقيب كوربين شولتز، 24 عامًا، والذي يعمل في الخدمة العسكرية كمحلل استخبارات منذ نوفمبر 2018، وأعلن ممثلو الادعاء الفيدرالي، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، عن لائحة اتهام تتضمن ست تهم، تشمل التآمر والرشوة.
وثائق حساسة
كان شولتز رقيبًا ومحللًا استخباراتيًا ومكلفًا بالكتيبة 506 للمشاة، وتبين من خلال لائحة الاتهام التي وجهها إليه الادعاء الفيدرالي الأمريكي، أنه أمضى أكثر من عام في بيع وثائق عسكرية حساسة تتعلق بدفاع الولايات المتحدة عن تايوان وأنظمة الأسلحة وأنظمة الدفاع الصاروخي إلى الصين.
ولا تشير وثائق الاتهام إلى الحكومة الصينية كمتلقية للمعلومات أو كمرتكبة للمخطط، ولكن الكثير من المعلومات العسكرية التي يتهم شولتز بنقلها تتصل بملفات تلقى اهتمامًا كبيرًا من الصين، وكان يقدمها لشخص لم يتم الكشف عن اسمه ادعى أنه يعيش في هونج كونج، بحسب شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية.
الوثائق الأصلية
بدأت المؤامرة، بين شولتز والمتهم الآخر عبر التواصل من خلال الإنترنت وتطبيقات المراسلة المشفرة منذ يونيو 2022، وكان يأمره بإعطاء الأولوية لتسليم "الوثائق الأصلية والحصرية بما في ذلك المعلومات المتعلقة بحرب روسيا في أوكرانيا وعمليات الأنظمة العسكرية الأمريكية الحساسة وقدراتها".
ومنذ ذلك الوقت دخل المحلل العسكري الأمريكي، في شراكة طويلة الأمد، حيث بدأ بعد استخدامه تصريحًا أمنيًا سريًا للغاية، في إرسال وثائق حول نظام إطلاق الصواريخ HIMARS والصواريخ الأسرع من الصوت ومعلومات عن الجيش الأمريكي وطائرة F-22 المقاتلة، وهي واحدة من أكثر الطائرات الأمريكية تقدمًا.
الصواريخ الباليستية
كما طلب المواطن الأجنبي، الذي تم تحديده فقط باسم "المتآمر"، معلومات حول الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا وكيفية تطبيقها في الدفاع عن تايوان، ومن ضمن المعلومات الحساسة أيضًا تفاصيل حول طائرة الاستطلاع عالية الارتفاع U-2، وأنظمة الصواريخ الخاصة بها.
ونظير الوثائق الأولى، حصل شولتز على 200 دولار، ثم تلقى مدفوعات منتظمة من "المتآمر" الذي دفع أسعارًا أعلى مقابل وثائق أكثر حساسية، منها معلومات استخباراتية حول إمكانيات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وفي الفترة ما بين يوليو 2022 وأكتوبر 2023، تلقى ما يقرب من 14 دفعة بلغ مجموعها نحو 42 ألف دولار.
عشرات السنين
وناقشت وثائق أخرى التكتيكات والاستعدادات العسكرية، إضافة إلى التدريبات التي تجريها القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية والفلبين، وتضمنت وثائق أخرى معلومات تتعلق بمروحية أتش أتش-60.
ويواجه شولتز أحكامًا بالسجن تصل لعشرات السنين، ومن المقرر عقد جلسة النطق بالحكم في 23 يناير 2025، وجاء القبض على شولتز بعد نحو عام من اعتقال اثنين من أفراد البحرية الأمريكية في كاليفورنيا بتهمة التجسس لصالح الصين، حيث حكم على أحدهما بالسجن 27 شهرًا بعد إقراره بالذنب.