الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع الإنفاق مستمر.. هل تؤثر الحرب في غزة على الانتخابات الأمريكية؟

  • مشاركة :
post-title
البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لا تزال الحرب التي تدور رحاها على رؤوس الفلسطينيين المدنيين بعد نحو 10 أشهر في القطاع المحاصر تمثل فاتورة أخلاقية كبيرة تلقي بظلالها على السياسة الأمريكية، فكانت خسارة النائبة كوري بوش آخر الأمثلة التي تدلل هذا المعنى وتقويه.

الحرب مستمرة

توقفت الاحتجاجات ضد العنف الإسرائيلي في غزة إلا القليل، وتباطأت المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الحرب الإسرائيلية لا تزال مستمرة في غزة، ما أدى إلى استشهاد ما يقرب من 40 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ولعبت الحرب الإسرائيلية في غزة دورًا مهمًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق مقال نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا التاثير من المرجح أن يستمر حتى نوفمبر المقبل مع استمرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكامالا هاريس في حملتهما الانتخابية.

تأثير الانتخابات التمهيدية

وبالتأكيد تأثرت الانتخابات التمهيدية الأمريكية بالحرب الإسرائيلية على غزة، فقد خسرت النائبة الديمقراطية "كوري بوش" الانتخابات التمهيدية، الثلاثاء الماضي، أمام المدعي العام المعتدل "ويسلي بيل"، حسب "يو إس إيه توداي" التي أشارت إلى أنه من الصعب تجاهل الدور الذي لعبته الجماعات المؤيدة لإسرائيل في تشكيل روايات ضد "بوش"، المعارضة لأفعال إسرائيل في غزة.

وكلّف موقف "كوري بوش" تجاه إسرائيل خسارتها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في سانت لويس، ما يمثل المرة الثانية هذا العام التي يتم فيها الإطاحة بأحد أعضاء الحزب الحاليين في منافسة باهظة التكلفة عكست الانقسامات العميقة بشأن الحرب في غزة، وفق "رويترز".

كانت "بوش"، أول عضوة في الكونجرس تدعو إلى وقف إطلاق النار، ولأشهر كانت تنتقد إسرائيل علنًا، وقاطعت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكونجرس، قائلة إنها ستكون بمثابة احتفال بـ"مجرم حرب".

وبسبب صراحتها بشأن هذه القضية، فإن التبرعات من الجماعات المؤيدة لإسرائيل ضد بوش جعلت هذه الانتخابات التمهيدية لمجلس النواب ثاني أغلى انتخابات تمهيدية في تاريخ الولايات المتحدة.

مخاوف كبيرة من تأثير الحرب في غزة على الانتخابات الأمريكية

إنفاق للتأثير على الناخبين

وأنفقت منظمة "متحدون من أجل الديمقراطية"، وهي لجنة عمل سياسي تابعة للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، أكثر من 8 ملايين دولار ضد بوش.

وتأتي "بوش" ثاني عضوة من الحزب الديمقراطي الحاليين تخسر الانتخابات التمهيدية هذا العام، ففي يونيو الماضي خسر النائب جمال بومان، الديمقراطي من نيويورك، أمام جورج لاتيمر، خصمه الأكثر اعتدالًا.

وعلى غرار بوش، انتقد بومان إسرائيل ودعا إلى وقف إطلاق النار، وقد أنفقت منظمة "متحدون من أجل الديمقراطية" ما يقرب من 15 مليون دولار على حملة بومان، ومن الصعب أن نتجاهل ما قد يفعله هذا النوع من الإنفاق في التأثير على الناخبين.

استطلاعات رأي

ورغم هذه الخسائر، لا يزال هناك فصيل في الولايات المتحدة غير راضٍ عن الصراع في غزة ويريد الحد من التدخل الأمريكي، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب في شهر يونيو الماضي، أن ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة يعارضون العمل العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

وأظهر استطلاع آخر أجراه مجلس شيكاجو للشؤون العالمية "أن غالبية الأمريكيين يعارضون إرسال قوات أمريكية إلى المنطقة، وفق "يو إس إيه توداي".

التأثير على الانتخابات الرئاسية

وأصبح مدهشًا حقًا حجم الأموال التي أُنفقت على معارضة المسؤولين الذين يتحدثون بصراحة، فقد ذكر مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، إنه وجد أن من المثير للقلق أن تتمكن مجموعة مرتبطة ببلد أجنبي من التأثير بشكل كبير على الانتخابات، مشيرًا إلى أن أغلب سكان البلاد يشعرون بالتعاطف مع الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وينبغي أن ينعكس ذلك في النظام السياسي الأمريكي.

من الممكن أن تؤثر خسارة الديمقراطيين "بوش" و"بومان"، على كيفية إدارة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس لبقية حملتها الرئاسية، والتي تعرضت للتدقيق بسبب عدم صراحتها بشكل كافٍ ضد الحرب بين إسرائيل وحماس.

وفي يوم الأربعاء الماضي، قاطعها متظاهرون مؤيدون لفلسطين في تجمع جماهيري في ديترويت، فردت هاريس قائلة: "إذا كنت تريد فوز دونالد ترامب، فعليك أن تقول ذلك".

وتوقعت صحيفة "يو إس إيه توداي" أنه من الممكن أن تكون قضية الحرب الإسرائيلية الفلسطينية قد بدأت في التلاشي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "جالوب" انخفاضاً في رفض العمل العسكري الإسرائيلي منذ شهر مارس، وهو ما قد يكون بمثابة إشارة إلى أن الناس فقدوا التركيز على هذه القضية.