أغلقت آلاف المنشآت الشاطئية الإيطالية مظلاتها الشمسية، بعد أن أعلنت الإضراب ضد قواعد الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى فتح القطاع للمنافسة، بينما تنتقل ملكية نوادي الشاطئ، أو الشركات المرخصة لتأجير كراسي التشمس والمظلات، بشكل روتيني، من جيل إلى جيل في جميع أنحاء البلاد من عائلة إلى أخرى.
لكن، بموجب القواعد التي فرضها الاتحاد الأوروبي، فإن تراخيص هذه الأنشطة سوف تكون متاحة للمناقصة العامة في العام المقبل. بينما يحذر مشغلو النوادي الشاطئية من أن 300 ألف وظيفة على المحك، وسط مخاطر فقدان استثماراتهم؛ كما تلفت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو".
وينص توجيه المنافسة الصادر عن الاتحاد الأوروبي في عام 2006 على أن تخصيص الامتيازات ينبغي أن يتم من خلال عملية تقديم عطاءات تنافسية. وقد أرجأت الحكومات الإيطالية المتعاقبة تطبيق القواعد، خوفًا من جماعات الضغط القوية في مجال النوادي الشاطئية.
مشاكل قانونية
بعد إجراءات قانونية في محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، ومع مخاطرة روما بإجراء تحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن قضية تراخيص النوادي الشاطئية، تم تحديد موعد المزادات في النهاية في عام 2025، كما ذكر التقرير.
وقال وزير الشؤون الأوروبية الإيطالي رافاييل فيتو، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن هناك مناقشات "جارية ومعقدة" مع المفوضية الأوروبية.
ونقلت الصحيفة عن ماتيو سالفيني، زعيم حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، الذي تربطه علاقات وثيقة بمشغلي الشواطئ، إن الحكومة الإيطالية تضغط على مفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن "حق الرفض الأول والتعويض".
وقال سالفيني في مناسبة سياسية أقيمت في مدينة "مارينا دي بييتراسانتا" الساحلية في إقليم توسكانا: "آمل أن تمنحنا أوروبا الضوء الأخضر، وإلا فسنواجه مشكلة".
وحتى الآن، التزم ما يقرب من 80% من أندية الشاطئ بما يسمى بـ "الإضراب المهذب"، وأغلقت المظلات يوم الجمعة الماضي من الساعة 7:30 صباحًا حتى الساعة 9:30 صباحًا. وهدد المشغلون بإضرابات طوال اليوم إذا لم تقدم الحكومة ردًا مرضيًا.
استعادة الشواطئ
في الواقع، ليس الجميع يتعاطفون مع نوادي الشاطئ، والتي بحسب تقرير صادر عن جمعية "ليجامبينتي" البيئية، تشغل 90% من الساحل في بعض المدن الشاطئية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الأندية "تستفيد من الإيجارات المنخفضة بشكل غير متناسب"، حيث تدفع مجتمعة حوالي 115 مليون يورو مقابل الامتيازات، بينما تحصل على حوالي 30 مليار يورو من الإيرادات.
وقال سياسيون معارضون إن المصطافين يجب أن يستخدموا الإضراب كفرصة لاستعادة الشواطئ.
ودعا أنجيلو بونيلي، زعيم تحالف "الخضر واليسار"، الإيطاليين إلى "غزو الشواطئ سلميًا بمظلاتهم ومناشفهم"، وفق تعبيره، وذلك لأن "الوقت قد حان للقول: كفى للشواطئ الخاصة".