ألغى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إجازته، بعد وضع الشرطة في "حالة تأهب قصوى" بسبب خطر اندلاع أسبوع ثالث من أعمال الشغب اليمينية المتطرفة في البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة "التليجراف".
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء، الذي كان يخطط للسفر إلى أوروبا وقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته، سوف يظل بمقره في داونينج ستريت، حيث يعمل وحكومته على تهدئة الاضطرابات، وفرض عقوبات صارمة على مثيري الشغب.
وتعرّض "ستارمر" لانتقادات شديدة، بعد ورود تقارير تفيد بأنه كان يخطط لقضاء عطلته خلال الاضطرابات التي اجتاحت المدن والبلدات في إنجلترا، بعد مقتل ثلاثة أطفال في ساوثبورت.
ونقلت "التليجراف" عن روبرت جينريك، أحد المنافسين على زعامة حزب المحافظين، أنه "سيكون من الخطأ تمامًا أن يقضي رئيس الوزراء عطلته بينما تحترق أجزاء من بريطانيا".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجوف" أن سبعة من كل عشرة ناخبين يعتقدون أن ستارمر ينبغي عليه أن يلغي خطط إجازته ويبقى لقيادة جهود الاستجابة للتظاهرات.
وبينما أصر "داونينج ستريت" -رئاسة الوزراء- في وقت لاحق على أن ستارمر سيعود إلى العمل، التزموا الصمت بشأن مكان وجوده المخطط له هذا الأسبوع، قائلًا "قرر رئيس الوزراء الآن إلغاء إجازته بالكامل، وقال مصدر حكومي إن هذا القرار يُظهر تفانيه في الخدمة العامة".
كان "ستارمر" في البداية تعرّض لانتقادات بسبب طريقة استجابته لأعمال الشغب، وفشله في الدعوة إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية قبل أن تستمر لمدة أسبوع، لكنه، ومنذ ذلك الحين، ترأس ثلاثة اجتماعات للجنة الطوارئ الحكومية، قائلًا: "من المهم ألا نتهاون".
جاءت تصريحاته في الوقت الذي يواجه فيه أول مثيري الشغب الذين تمت إدانتهم أحكامًا بالسجن لفترات طويلة، وهو ما تأمل الحكومة أن يكون رادعًا لمزيد من الاضطرابات.
تعبئة وتأهب
خلال الأيام الماضية، حثَّ رئيس الوزراء البريطاني قوات الشرطة على البقاء في حالة تأهب قصوى، تحسبًا لمزيد من الاضطرابات اليمينية المتطرفة هذا الأسبوع، خاصة مع انطلاق موسم كرة القدم، وجاءت تصريحاته أثناء اجتماعه مع ضباط الخطوط الأمامية في مركز قيادة شرطة العاصمة في جنوب لندن.
وقال ستارمر: "يتعين علينا أن نبقى في حالة تأهب قصوى خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه، ويتعين علينا أن نتأكد تمامًا من أن المجتمعات آمنة ومأمونة، وأن تشعر بالأمن والأمان".
وأشارت "التليجراف" إلى أنه سيتم نشر آلاف من رجال الشرطة الإضافيين في جميع أنحاء البلاد، مع التخطيط لتنظيم احتجاجات مضادة مناهضة للعنصرية في العديد من المدن والبلدات.
كما تدرس حكومة العمال إلزام شركات التكنولوجيا بحظر الأخبار المزيفة المضللة من منصاتها، التي كانت سببًا رئيسيًا وراء اندلاع أعمال الشغب في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
ووفقًا لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تم إنشاء قنوات على تطبيق "تليجرام" جمعت عشرات الآلاف من الأعضاء، واستُخدِمت لتعبئة المتظاهرين اليمينيين المتطرفين، وتمت مشاركة مواقع على التطبيق استهدفت بأعمال عنف واسعة النطاق وتدمير للممتلكات، بما في ذلك مسجد في ساوثبورت.
وفي خطوة غير معتادة، أغلقت إدارة التطبيق بعض القنوات "الأكثر فظاعة"، بما في ذلك قناة باسم "ساوثبورت استيقظي" التي جمعت أكثر من 13,000 عضو.
وأوضحت الشركة المالكة للتطبيق، في بيان لها: "يسمح تليجرام بالتعبير السلمي بغض النظر عن الانتماء السياسي، لكن الدعوات إلى العنف محظورة صراحة بموجب شروط خدمة تليجرام".