تتواصل الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي المُتبادل بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في مناطق عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم وولايات النزاع بين الطرفين.
وأحبط الجيش السوداني هجومًا كبيرًا، ويقود معارك عنيفة ضد ميليشيا الدعم السريع، في جميع محاور مدينة الفاشر السودانية منذ صباح اليوم، بحسب ما نقله عثمان الجندي، مراسل "القاهرة الإخبارية" من أم درمان.
وأفاد "الجندي" في رسالة على الهواء، اليوم السبت، بمقتل طفل جراء قذيفة للدعم السريع استهدفت دار إيواء بمنطقة الحتانة، شمالي مدينة أم درمان.
كما قصفت ميليشيا الدعم السريع، أمس الجمعة، مستشفى الدايات في أم درمان والمناطق المجاورة له، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السودانية.
وأوضحت الوكالة أن عددًا كبيرًا من القذائف سقطت في المنطقة وألحقت دمارًا واسعًا بالمباني.
وأشارت إلى أن لجنة الطوارئ الصحية لولاية الخرطوم أدانت القصف واعتبرته دليلًا آخر على استهداف "الدعم السريع" المرافق الصحية، وتعطيل جهود تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين.
ومن جهته، قال محمد إبراهيم، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم، إن ميليشيا الدعم قامت في وقت سابق بنهب واسع لأجهزة ومعدات مستشفى الدايات، الذي يعد أكبر مستشفى تخصصيًا بالبلاد.
وأكد أن اللجنة اجتهدت لإعادة افتتاح المستشفى قبل استهدافه أمس، مؤكدًا أن الاستهداف لن يثني الكوادر الصحية عن مواصلة عملهم، وطالب المنظمات الدولية القيام بدورها المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني بحماية المنشآت المدنية في أثناء الحروب.
مفاوضات جدة
وجاء الهجوم بالتزامن مع وصول وفد من الحكومة السودانية إلى مدينة جدة السعودية، أمس الجمعة، ليناقش مع وسطاء أمريكيين شروط مشاركة الحكومة في مفاوضات وقف إطلاق النار المقررة في جنيف منتصف الشهر الجاري.
ونهاية يوليو الماضي، دعت واشنطن الجيش و"الدعم السريع" إلى هذه المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأوضحت أن المفاوضات -التي ترعاها السعودية- ستضم الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.
ويشهد السودان حربًا منذ أبريل 2023 بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، أوقعت آلاف القتلى والمصابين وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى.
وأجبرت الحرب أكثر من 11 مليون شخص على النزوح داخل السودان وعبر الحدود، وفقًا للأمم المتحدة التي أكدت أن نحو 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".