الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الآلاف بلا أسر.. الاحتلال شرد أطفال غزة

  • مشاركة :
post-title
الأطفال في غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ألحقت الحرب الإسرائيلية على غزة، أضرارًا جسيمة بأطفال القطاع، من بينها فقدان الأبوين أو الانفصال عن الأسرة خلال عمليات النزوح المتكررة، وتعرضهم للتشرد والاستغلال، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وذكرت الشبكة في تقريرها، إن الزيارات الميدانية لمخيمات النازحين في غزة، التي قادها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في يونيو، وثقت عددًا كبيرًا من الأطفال المنفصلين عن أبويهم.

وفي أحد المخيمات، أعرب أفراد المجتمع عن مخاوفهم بشأن زيادة "مقلقة" في استغلال الأطفال وإساءة معاملتهم، فضلًا عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفقًا لتقرير نُشر على الإنترنت. كما أفادت مواقع أخرى في جميع أنحاء القطاع بوقوع حوادث عمالة أطفال و"مخاوف متزايدة" بشأن استغلال الأطفال.

ولا يُعرف على وجه التحديد عدد الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم في غزة، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف". ولكن باستخدام تحليل للصراعات العالمية الأخرى، تقدر المنظمة أن هذا العدد يبلغ نحو 19 ألف طفل على الأقل.

ولكن هذا الرقم لا يأخذ في الاعتبار أن غزة تضم عددًا كبيرًا من الأطفال، كما لا يأخذ في الاعتبار النسبة الكبيرة من أفراد الأسرة الممتدة في غزة الذين يبذلون قصارى جهدهم لرعاية العديد من الأطفال الذين استُشهِد آباؤهم وأمهاتهم. والواقع أن "يونيسف" غير قادرة على التحقق من الأرقام الدقيقة بسبب عدم القدرة على الوصول إلى غزة.

ويبذل أفراد الأسرة جهودًا كبيرة لتوفير الرعاية حيثما أمكنهم على الرغم من عمليات النزوح المتكررة. وقد التقى أحد الأطفال المشاركين في مهمة "يونيسف" بجدته، التي ستتولى رعايته الآن بعد استشهاد والدته ووالده وإخوته.

لكن عمال الإغاثة قالوا لـ"سي إن إن"، إن عددًا متزايدًا من الأطفال، الذين استُشهِد آباؤهم أو انفصلوا عنهم، يعيشون بلا دعم، ووفقًا لإحصاءات التعداد السكاني الفلسطيني، يشكل الأطفال دون سن 18 عامًا ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة.

كما تتسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي يصدرها الاحتلال، والنزوح القسري للسكان الناتج عنها في ارتفاع حاد في التقارير المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال، حيث تتفكك الأسر وتنهار شبكات الدعم، وفقًا لليز ألكوك، رئيسة الحماية في منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين، وهي منظمة مساعدات مقرها المملكة المتحدة.

وقالت "ألكوك" لـ"سي إن إن"، إن الصراعات والحروب من المعروف أنها تؤدي إلى تفاقم قضايا حماية الأطفال، وأضافت: "هذا ليس فريدًا في غزة". ومع ذلك، فإن ما يجعل غزة مختلفة هو النزوح المتكرر للسكان بسبب القصف الإسرائيلي المكثف وأوامر الإخلاء المتكررة.

وقالت ألكوك: "هناك زيادة كبيرة في التقارير عن استغلال الأطفال أثناء أوامر الإخلاء وبعدها"، مضيفة أن هذا هو الوقت الذي غالبًا ما ينفصل فيه الأطفال عن عائلاتهم ويتعرضون للمخاطر.

وتقول جيسيكا ديكسون، التي تنسق جهود حماية الطفل في غزة والضفة الغربية لصالح "يونيسف"، إن وكالات حماية الطفل تواجه صعوبة بالغة في جمع الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم مع عائلاتهم.

وأضافت لـ"سي إن إن"، الأربعاء الماضي، في اليوم الأخير من زيارة إنسانية استمرت أسبوعين إلى القطاع: "يُترك الكثير من الأطفال دون رعاية الوالدين".

قائلة: "من الشائع جدًا أن تنفصل العائلات عن بعضها البعض. فعند عبور نقاط التفتيش -من الشمال إلى الجنوب، عبر وادي غزة- يتم احتجاز الكثير من الأشخاص.. وكان هذا سببًا آخر لانفصال العائلات".

وفقد العديد من الأطفال عائلاتهم بالكامل بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وبعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، قالت الدكتورة تانيا حاج حسن، طبيبة العناية المركزة للأطفال في منظمة أطباء بلا حدود، لسي إن إن، إن الأطباء في القطاع صاغوا مصطلحًا جديدًا: "طفل جريح، لا عائلة على قيد الحياة".

وفي الوقت الحالي، تبذل منظمات الإغاثة كل ما في وسعها لمحاولة جمع شمل الأطفال مع عائلاتهم، وفي رحلة لم الشمل الأخيرة التي نظمتها "يونيسف"، أنشأت المنظمة أساور تعريف لتقديمها للأطفال في حالة انفصالهم عن والديهم.

وتجدر الإشارة إلى أنه من بين أكثر من 39600 شهيد جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد أكثر من 16 ألف طفل.