انتشار فيروس مميت ينتقل من إنسان لأخر عبر نظرة العين، تسبب في التزام الجميع الإقامة الجبرية في منازلهم خوفًا من الإصابة به، انطلاقا من هذه الأحداث يدور الفيلم المصري "البحر الأسود"، الذي يكشف جوانب غامضة وسوداء في حياة البشر.
الفيلم من بطولة خالد الصاوي، ويسرا اللوزي، وثراء جبيل، وحمزة العيلي، وأحمد ماجد، ويوسف عمر، وتأليف وإخراج علاء الدين مصطفى.
يؤكد مؤلف ومخرج العمل علاء الدين مصطفى، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة فيلم "البحر الأسود"، كانت لديه منذ أربع سنوات خلال فترة انتشار فيروس كورونا.
وأوضح: "كتبت في فترة كورونا بعض الأفكار الخاصة بالفيلم ثم تركتها لفترة معينة، ومن وقت لآخر كنت أضيف عليها بعض النقاط حتى اكتملت، فحماسي لتقديم هذا العمل كان لحداثة فكرته على السوق المصري والعربي، وكونه أول عمل لي أردت أن يكون مختلفًا ومميزًا بشيء قد لا يراه البعض من قبل، وكان هذا المحرك الرئيسي لي".
وأضاف:" التجربة كانت أشبه بالسفر لأول مرة، خصوصًا أنني اكتشفت في ذاتي أشياء جديدة خلال عالم الفيلم وكواليسه، إذ كنت أعيش مع شخصياته وأشعر بهم، كونهم يعانون من أشياء حساسة لدرجة كبيرة كانت تلمسني في بعض الأوقات".
المخاوف
أشار "مصطفى" إلى أن الفيلم كان تحديًا كبيرًا له خصوصًا أنه يحمل أولى تجاربه الإخراجية، قائلًا: "المخاوف التي واجهتني كانت في صدق العمل ككل، فكان أكثر شيء يخيفني عدم تصديق الأحداث، لذلك كنت دائمًا أركز على المصداقية في كل التفاصيل، والأهم هو صدق العمل لأن التمثيل يعد أول شيء يلمسه المشاهد، وبالنسبة لي كمخرج شاب أريد أن يكون أول عمل لي مختلفًا، وله طابع خاص يعرفني الجمهور من خلاله".
وأضاف: "اختيار شخصيات العمل بالنسبة لي كانت من أصعب تحضيراته، فكنت حريصًا على الجمع بين النجوم والوجوه الجديدة والتوزان بينهم حتى أُشبِع المشاهد، كما قصدت إعطاء الوجوه الجديدة مساحات كبيرة حتى يتسنى للمشاهد تصديق ما يقدمونه من أحداث غريبة وغير متوقعة، لأن هناك أفلامًا يصعب تصديقها لمعرفتك بالممثلين الذين يؤدون الشخصيات بها، وأعتقد أن المشاهد يعرف الحياة الحقيقية للممثل الشهير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا قد يؤثر على الشخصية التي يؤديها، لأنها تحتاج لمصداقية عالية".
أصعب الشخصيات
وحول أصعب الشخصيات التي واجهته في هذا العمل، قال المخرج المصري:" الفيلم يضم 7 شخصيات رئيسية وكل واحدة منها أرهقتني قصتها وعالمها، فلكل منها قصة كبيرة ولها طابعها الخاص ومسارها الذي يجعلني ككاتب ومخرج مرتبط بها، وبالتالي أراها مركبة صعبة".
وتابع:" كوني المؤلف والمخرج، فهذا الأمر جعلني أغوص أكثر في عالم الفيلم، وأتبنى نظرية مؤقتة هي أن المخرج لا بد أن يخرج كتاباته على الأقل لكي يقدم ما يرويه بشغف وصدق أكبر، وهذا لا يعني أنني في السنوات المقبلة لن أُخرج أعمالًا من كتابة مؤلف آخر ولكن في البدايات أحب إخراج موضوعات خاصة بي لتكوين شخصيتي الفنية".
محب للتمثيل
وحول كواليس العمل مع الفنان خالد الصاوي، قال: "كانت من أمتع ما في الفيلم، فهذا الشخص محب للتمثيل بدرجة كبيرة وأيضًا استاذ في الإخراج والكتابة، ولهذا اخترت العمل معه لأضيف لنفسي في هذا المجال وبالفعل كان من أكثر الداعمين للمشروع".
وأضاف:" أما بالنسبة للفنانة يسرا اللوزي فكانت مسك الختام لدينا، وكان الفيلم تحديًا صعبًا لي ولها، خصوصًا أن الشخصية التي تلعبها صعبة وهي أول مرة تقدم تجربة من هذا النوع، وكانت داعمة أيضًا للفيلم وسعدت للغاية بالعمل معها لأنها ممثلة موهوبة ولديها إمكانات فنية مميزة".