يستعد الرئيس، جو بايدن، لقضاء الأشهر الستة الأخيرة من ولايته الرئاسية بطريقة مُختلفة تمامًا عمّا كان يتوقع قبل أسابيع قليلة، فبعد أن دفعه الديمقراطيون للتنحي عن الترشح لولاية ثانية، يعيد البيت الأبيض ترتيب أولوياته وخططه للفترة المتبقية من حكم بايدن، مع التركيز على تعزيز إرثه السياسي، ودعم حملة نائبته كامالا هاريس للرئاسة.
تغيير جذري في الخطط
وفقًا لما أشارت له صحيفة "بوليتيكو"، فإن مساعدي بايدن يعكفون حاليًا على رسم ملامح دور مختلف للرئيس خلال الأشهر القادمة، فبدلًا من جولات انتخابية مكثفة كان يخطط لها سابقًا، سيركز بايدن الآن على عدد محدود من الظهورات العامة المؤثرة، مع إعطاء مساحة أكبر لهاريس لتأكيد استقلاليتها كمرشحة رئاسية.
وتُشير المصادر التي تحدثت لـ"بوليتيكو" إلى أن البيت الأبيض يخطط لجدول أعمال أقل كثافة للرئيس، مع التركيز على فعاليات ذات تأثير أكبر تسلط الضوء على إنجازات إدارته وتعزز إرثه السياسي.
دعم محدود لحملة هاريس
رغم تنحيه عن السباق الرئاسي، لا يزال بايدن يلعب دورًا في الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي، وإن كان بشكل مختلف، إذ ذكرت "بوليتيكو" أن الرئيس سيشارك في عدد محدود من الفعاليات الانتخابية لدعم هاريس، مع التركيز على الولايات والمناطق التي لا يزال يتمتع فيها بشعبية، خاصة بين الناخبين البيض الأكبر سنًا في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيجان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن فريق هاريس، يرغب في دعم بايدن في أماكن محددة، حيث يتمتع بأكبر قدر من القوة، مع تجنب منافسة هاريس على الأضواء.
التركيز على الإنجازات والإرث
يخطط البيت الأبيض لاستغلال الأشهر المتبقية من ولاية بايدن للتركيز على إبراز إنجازاته الرئيسية وتعزيز إرثه السياسي، إذ أشارت صحيفة "بوليتيكو" أن الرئيس سيركز على الإنجازات الشعبية، مثل قانون البنية التحتية ثنائي الحزب وخفض أسعار الأدوية الموصوفة طبيًا.
كما أشار التقرير إلى أن بايدن قد يقوم ببعض المبادرات الرمزية لتعزيز إرثه، مثل إنشاء نصب تذكاري وطني جديد في ولاية مين تكريمًا لفرانسيس بيركنز، أول امرأة تشغل منصبًا وزاريًا في تاريخ الولايات المتحدة.
تحديات وفرص
رغم التحديات التي يواجهها بايدن في هذه المرحلة الانتقالية، إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية، إذ أشارت "بوليتيكو" إلى استطلاعات رأي حديثة تظهر تحسنًا في شعبية الرئيس منذ إعلانه عدم الترشح لولاية ثانية.
ونقلت الصحيفة عن استطلاع أجرته NPR/PBS News/Maristأن 46% من الأمريكيين يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، وهو أعلى معدل له منذ فبراير 2023، كما أظهرت استطلاعات أخرى أن غالبية الأمريكيين يؤيدون قرار بايدن بأن يكون رئيسًا لفترة واحدة فقط.
تحولات جذرية
تشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن العلاقة بين بايدن وهاريس ستشهد تحولًا جذريًا في الأشهر المقبلة، فللمرة الأولى، سيكون الرئيس بمثابة الداعم لنائبته في حملتها الانتخابية، وهو ما قد يخلق بعض المواقف الحرجة.
ونقلت الصحيفة عن أليكس كونانت، الاستراتيجي الجمهوري، قوله: "سيكون الأمر بلا شك محرجًا، أنا متأكد من أن بايدن يريد الخروج والدفاع عن سجله، هاريس تريد أن تجعل هذه الانتخابات تدور حول المستقبل".
وأضاف كونانت: "أنا متشكك في أن يحمل بايدن مع هاريس بأي طريقة ذات مغزى أو مستدامة، الديمقراطيون يريدون أن يكون السباق حول هاريس وترامب، وليس أربع سنوات أخرى من بايدن."