الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

والز تهرّب من الخدمة العسكرية.. الجمهوريون يتهمون نائب هاريس بما فعله ترامب وفانس

  • مشاركة :
post-title
جي.دي.فانس وتيم والز

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أصبحت الخدمة العسكرية أداة انتخابية في سباق الرئاسة الأمريكية العام الجاري 2024، حيث تعرض حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز، لانتقادات لاذعة لادعائه أنه حمل أسلحة "في الحرب"، بعد اتهام المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لتركه الخدمة العسكري قبل قرار إرسال وحدته إلى العراق.

ووجه السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو جي دي فانس، الذي خدم في مشاة البحرية، الضربة الأولى إلى والز، الذي خدم لمدة 24 عامًا في الحرس الوطني. واتهم المرشح الرئاسي الجمهوري منافسه الديمقراطي بـ"الشجاعة المسروقة" لتركه الخدمة العسكرية، قبل قرار إرسال وحدته إلى العراق و"ادعائه أنه شارك في حرب".

وقال فانس في إحدى محطات حملته في ميشيجان: "أتساءل، تيم والز، متى كنت في حرب؟"، وأضاف: "لم يقض يومًا واحدًا في منطقة قتال.. سأشعر بالخجل لو كنت مكانه وكذبت بشأن خدمتي العسكرية كما فعل".

ويبدو أن فانس كان يشير إلى مقطع فيديو لوالز، والذي شاركته حملة كامالا هاريس على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقول الحاكم أثناء حديثه عن فرض القيود على اقتناء الأسلحة، "يمكننا التأكد من أن الأسلحة التي حملتها في الحرب، لا تحمل إلا في الحرب".

وتجدر الإشارة إلى أن والز وفانس هما أول محاربين قدامى على تذكرة الترشح للرئاسة، منذ ترشح السيناتور الراحل جون ماكين (جمهوري من أريزونا) للرئاسة في عام 2008.

ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجنب التجنيد أثناء حرب فيتنام بعد تشخيص إصابته بتشوهات عظمية، ولم تخدم نائبة الرئيس هاريس في الجيش الأمريكي.

وتجدر الإشارة إلى أن فانس خدم لمدة أربع سنوات في قوات مشاة البحرية الأمريكية. وتم إرساله إلى العراق لمدة ستة أشهر تقريبًا في عام 2005 كصحفي عسكري، رغم أنه لم يكن لديه أي خبرة قتالية. وقال في مذكراته الصادرة عام 2016: "كنت محظوظًا بالهروب من أي قتال حقيقي". وترك سلاح مشاة البحرية في عام 2007 بصفته عريفًا للالتحاق بجامعة ولاية أوهايو.

وبالنسبة لهاريس وترامب، فإن اختيار محارب قديم يتمتع بسجل عسكري كان على الأرجح عاملًا في اختيار مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، كما قال مات بينيت، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في مؤسسة الفكر الديمقراطي الوسطية "ثيرد واي".

وقال بينيت: "أعتقد أنه كان عاملاً، لكنه ليس حاسمًا"، وأوضح: "لا أعتقد أن هاريس أو ترامب قالا، "يجب أن يكون لدينا محارب قديم". أعتقد أنهما نظرا إلى كون نائباهما محاربين قديمين على أنه أمر إيجابي.

والتحق والز، الذي نشأ في نبراسكا، بالحرس الوطني للجيش الأمريكي في سن 17 عامًا للمساعدة في دفع تكاليف الكلية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 1982. وخلال سنوات خدمته، تم إرساله إلى إيطاليا لدعم العمليات الأمريكية ضد الإرهاب في أفغانستان. كما استجاب للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير على الأراضي الأميركية.

وتقاعد والز بعد 24 عامًا برتبة رقيب أول وأصبح لاحقًا أعلى جندي رتبة يخدم في الكونجرس على الإطلاق عندما فاز بأول انتخابات له في عام 2006. وأصبح فيما بعد أعلى ديمقراطي في لجنة شؤون المحاربين القدامى في مجلس النواب.

وقالت أليسون جاسلو، الرئيسة التنفيذية لقدامى المحاربين الأمريكيين في العراق وأفغانستان، عن فترة والز في الكونجرس: "إنه أكثر دراية بمجتمعنا من الكثير من القادة المنتخبين".

وأضافت: "إنه شخص أعرفه من العمل في الكونجرس أيضا. منظمتنا لها علاقة طويلة الأمد مع الحاكم والز. كان هناك يقاتل جنبا إلى جنب معنا من أجل مشروع قانون الجنود والعسكريين بعد 11 سبتمبر".

وقالت جاسلو أيضًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن فترة والز في الحرس الوطني تمنحه "نظرة فريدة تجاه هذا المكون من قواتنا بطريقة لا يتمتع بها العديد من القادة المنتخبين الآخرين"، والتي قالت إنها قد تكون ذات قيمة نظرًا للمسؤولية المتزايدة للحرس الوطني على الحدود الجنوبية.

ولكن بعد أقل من يوم من الإعلان عن انضمام والز إلى هاريس في السباق الرئاسي، جاءت الهجمات من اليمين سريعة وعنيفة، واستغل المنتقدون حقيقة أن والز ترك الجيش قبل نشر وحدته في العراق، مشيرين إلى أنه "تقاعد لتجنب الخدمة في منطقة حرب".

وقال فانس في تجمع انتخابي في ميتشيجان: "عندما طلبت بلاده منه الذهاب إلى العراق، هل تعلم ماذا فعل؟ انسحب من الجيش وسمح لوحدته بالذهاب بدونه".

وشبه النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا) خروج تيم والز من الحرس الوطني بـ "لاعب الوسط في فريق كبير يبتعد عن فريقه قبل ذهابهم إلى السوبر بول".

وقال في مقطع فيديو نُشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "لم أسمع قط عن قائد أو رقيب أول يبتعد عن وحدته قبل النزول إلى الميدان".

وقال كيفن بويندكستر، وهو استراتيجي سياسي جمهوري مقيم في مينيسوتا، إنه لديه "الكثير من الأسئلة" حول ما أسماه بـ"التهرب من الخدمة".

ويقول أنصار والز، الذي خدم في وحدة مدفعية، مما تسبب في أضرار لقدرته على السمع، إنه "كان يستعد للترشح للكونجرس عندما تقاعد بشرف من الجيش قبل نشر وحدته".

وقال مارك ميلمان، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي، إن هذه الهجمات "لا معنى لها". وأضاف: "هل يرسلون أشخاصًا في منتصف الأربعينيات من العمر إلى العراق؟ لا أعتقد ذلك".

وتابع: "لقد خدم الرجل في الحرس الوطني لمدة 24 عامًا، ولا أعتقد أن أي شخص يمكنه أن يقول بشكل معقول، حسنًا، كان عليك حقًا أن تكون في الخدمة لمدة 28 عامًا".

وهاجمت حملة ترامب بلا هوادة والز بسبب سجله العسكري، في الأيام القليلة الماضية، وسط تحول في استطلاعات الرأي أدى إلى تضييق تقدم الرئيس السابق في العديد من الولايات التي تشهد منافسة.

وقال كريس لاسيفيتا، أحد كبار مستشاري ترامب، الذي قاد الجهود الرامية إلى مهاجمة سجل كيري العسكري بقوة في انتخابات عام 2004 لتحقيق تأثير كبير، إن سجل والز سيتم فحصه بقوة.

ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر بالنسبة للجمهوريين بالنظر إلى التأجيل العسكري الذي اتخذه ترامب في حقبة حرب فيتنام.

ويعتقد بعض الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري، أيضًا أن الحملة يجب أن تكثف جهودها في مهاجمة سجل حكم هاريس بدلاً من التركيز على والز، وهو شخص غير معروف لدى الجمهور الأمريكي.