يراقب ضباط الشرطة البريطانية تطبيق "تيك توك" في محاولة للقبض على المتظاهرين من اليمين المتطرف، الذين يبثون لقطات حية تدينهم لسلوكهم غير القانوني، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن خدمة البث المباشر عبر "تيك توك" أصبحت واحدة من المنافذ المحددة لتغطية أعمال شغب يقودها اليمين المتطرف، التي اندلعت بعد مقتل 3 فتيات في هجوم أدى إلى أسبوع من العنف.
بث مباشر عبر تيك توك
وشاهد مئات الآلاف من المشاهدين البث المباشر عبر "تيك توك" لأعمال الشغب، الأسبوع الماضي، في مدن مثل ستوك وليدز وهال ونوتنجهام، وأحيانًا يستمر البث لساعات بواسطة أشخاص متورطين في هذا الإضطراب.
وأظهر العديد من مشاهد البث عبر "تيك توك" وجوه الأشخاص الذين يرتكبون على ما يبدو أعمالًا غير قانونية مثل نهب المتاجر أو إشعال النار في الممتلكات.
وقال مصدر في الشرطة: "سيكون لكل قوة محللون يراقبون وسائل التواصل الاجتماعي تيك توك لأغراض جمع الأدلة، وتقوم وحدات الجريمة المنظمة الإقليمية بذلك أيضًا، مع التركيز على أولئك الذين يحرضون وكبار المنظمين".
وتم تسجيل العديد من مقاطع الفيديو وبثها من قبل أفراد من الجمهور يشاركون في أعمال الشغب أو يقفون وسط حشود من الأشخاص الذين يقومون بأعمال شغب.
وتم بث أعمال شغب في "ميدلسبره"، الأحد الماضي، مباشرة في وقت واحد من خلال ستة حسابات مختلفة على الأقل عبر "تيك توك". وأظهرت اللقطات سيارات يتم إحراقها وإلقاء الحجارة على نوافذ المنازل والمتاجر ونهبها.
وشاهد إحدى اللقطات 14 ألف شخص، وتُظهر أشخاصًا ينهبون سوبر ماركت بأيسلندا في بلدة تيسايد.
وفي بث آخر من ميدلسبره، شاهد 4 آلاف شخص لقطات لأفراد يسألون سائقي السيارات عما إذا كانوا من البيض قبل السماح لهم بالقيادة في الشارع، بينما صاح صوت خارج الكاميرا "لا أستطيع فعل شيء، لا أستطيع فعل أي شيء" في الخط لقوات مكافحة الشغب الواقفة في مكان قريب.
اتهامات بالإرهاب
ومن جهته، حذر المدعي العام البريطاني، من أن مثيري الشغب يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم إرهابية.
ونقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عن ستيفن باركنسون، مدير النيابة العامة، إن فريقه سيستخدم كل سلطة قانونية لسجن من يقفون وراء الاضطرابات، وإن تشريع الإرهاب تم استخدامه بالفعل في إحدى القضايا.
وحسب الصحيفة، تم بالفعل اعتقال أكثر من 400 شخص فيما يتعلق بأعمال العنف والفوضى التي تجتاح بريطانيا، ومن المتوقع حدوث المزيد من الاعتقالات في الأيام المقبلة.
وجاءت هذه التعليقات في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لمزيد من الاضطرابات، مع وجود أكثر من 6000 من ضباط مكافحة الشغب المتخصصين على أهبة الاستعداد، وسط تحذيرات من أن الجماعات اليمينية المتطرفة تخطط لاستهداف 39 مركزًا للهجرة على الأقل في جميع أنحاء بريطانيا.
وقال باركينسون، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "هناك مبادئ توجيهية تشير إلى أن العديد من الأشخاص الذين تورطوا في هذا الاضطراب سيواجهون السجن الفوري. لا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك. إنهم ذاهبون إلى السجن".
وأضاف: "نحن على استعداد للنظر في الجرائم الإرهابية. أنا على علم بحالة واحدة على الأقل يحدث فيها ذلك".
وتابع: "عندما تكون لديك مجموعات منظمة تخطط لأنشطة لأغراض الترويج لأيديولوجية ما.. وتخطط لإحداث اضطراب خطير للغاية - فعندئذ نعم، سننظر في جرائم الإرهاب".