أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحات معركة رئيسية في السباق إلى البيت الأبيض، إذ ينشر الديمقراطيون أسطولًا من المؤثرين لمحاولة كسب الناخبين عبر الإنترنت، وفق شبكة "سي. بي إس نيوز" الإخبارية الأمريكية.
ولفتت الشبكة إلى أن "عوا سانيه" البالغة من العمر 23 عامًا، التي يتابع منشوراتها على تطبيق "تيك توك" نصف مليون شخص، كانت واحدة من بضع عشرات من الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تمت دعوتهم إلى البيت الأبيض، لمشاهدة خطاب حالة الاتحاد ومقابلة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت سانيه: "قيل لنا، إن الوجود الجماعي في هذه الغرفة يحظى بنسبة مشاهدة أكبر على الجيل Z، مقارنة بجميع وسائل الإعلام التقليدية مجتمعة".
وأضافت: "سمعت لأول مرة من لجان العمل السياسي الديمقراطي، ثم من إدارة بايدن، بعد نشر مقطع فيديو بعد سقوط قضية رو ضد وايد، الذي انتشر بسرعة كبيرة".
وتابعت: "لقد بدأوا بدعوتي لحضور مؤتمراتهم الصحفية في البيت الأبيض حول حقوق الإجهاض والحقوق الإنجابية".
وحشدت المنظمة غير الربحية "تيرنينج بوينت يو إس إيه" Turning Point USA المؤثرين لسنوات، وجمعت ما يقرب من 200 مليون دولار منذ عام 2020.
والآن، تقوم المنظمات الديمقراطية بإغراق مجتمع المبدعين بالمال وتوفير إمكان الوصول من وراء الكواليس.
وقال روب فلاهيرتي، الذي أدار الاستراتيجية الرقمية بالبيت الأبيض في عهد بايدن، والآن الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس كامالا هاريس: "علينا فقط أن نعمل معهم، وإذا لم نفعل ذلك، فإننا نفتقد وسيلة كبيرة يحصل بها الناخبون على معلومات حول العالم".
ولفت فلاهيرتي إلى أن الحملة الرئاسية لهاريس تعمل على الوصول إلى الآلاف من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال عن عمل حملتهم مع المؤثرين: "نحن نمنحهم نقاط الحديث، والموارد، واللغة الأساسية، كما تعلمون، والرسومات التي يمكنهم إعادة توظيفها أو تحسينها".
وقال فلاهيرتي، إن حملة هاريس لا تدفع للمؤثرين بشكل مباشر، وجدت "سي بي إس نيوز" كوكبة من المنظمات السياسية الديمقراطية الأخرى التي تفعل ذلك.
وأضافت سانيه، أنها تم تعيينها الشهر الماضي، من قبل منظمة "بروتيكت أور كير" Protect Our Care، وهي مجموعة مناصرة تقدمية تعتمد على متبرعين مجهولين، متابعة: "لقد قدمت تحذيرًا بالفيديو حول أجندة ولاية ترامب الثانية، وساعدت المنظمة في كتابتها".
وعلى الرغم من أن سانيه لم تذكر المبلغ الذي تتقاضاه، إلا أنها أشارت إلى أن "فيديو مخصص لمنشئ محتوى بحجمي، يمكن أن يتراوح المتوسط من 3000 دولار إلى 10000 دولار وما فوق".
ويقول سام وولي، رئيس دراسات التضليل الإعلامي في جامعة بيتسبرج، إن استخدام المؤثرين هو "محاولة من الحملات لكسب الناخبين"، لكنه أشار أيضًا إلى أنه إذا لاحظ الناس "أن العديد من المؤثرين ينشرون نفس الرسالة بالضبط، فيمكنك أن تبدأ في إدراك أن هناك نوعًا ما من التنسيق يجري".
بالنسبة لسانيه، محطتها التالية هي المؤتمر الوطني الديمقراطي، إذ تمت دعوتها هي وغيرها من الشخصيات المؤثرة لتقديم المزيد من المحتوى.
وقالت: "لقد أخبرونا فقط أنه إذا أردنا تقديم عرضنا الخاص، فسيعطوننا كل الموارد للقيام بذلك". وعندما سئلت عما إذا كانت تشعر أن الديمقراطيين يبسطون لها ولغيرها من المؤثرين السجادة الحمراء، قالت: "بالتأكيد، وأنا سعيدة بوجودي في ذلك".