جددت الجالية الكردية طلبها إلى الحكومة الفرنسية، توفير الحماية الأمنية والسياسية لهم من الاعتداءات بعد حادث إطلاق نار شهده الحى العاشر بالعاصمة باريس، يوم الجمعة الماضي، أسفر عن مقتل 3 أكراد وإصابة 3 آخرين نفذه مُسن.
قال خالد شقير مراسل "القاهرة الإخبارية" من فرنسا، إن مسيرة بيضاء قامت بها الجالية الكردية في شارع "لا فايات" بالعاصمة باريس تكريمًا وتضامنًا مع ضحايا حادث إطلاق النار، حيث خرجت سلمية وسط تخوفات من الشرطة الفرنسية التي كانت في حالة استنفار أن تتحول لأعمال شغب كما حدث في الأيام الماضية.
وأضاف مراسل "القاهرة الإخبارية" أن المنظمين للتظاهرات حرصوا على توجيه رسائل باللغتين الفرنسية والكردية بأهمية الحفاظ على الأمن والسلم، موضحين أن هدفهم تأبين الضحايا، وانضم عدد من الفرنسيين وبعض الجاليات المختلفة إلى المسيرة وسط تخوف من انقسام مجتمعى ومحاربة أفكار اليمين المتطرف التي زادت في الآونة الأخيرة.
وتابع "شقير" أن السلطات في باريس قررت رفع احتجاز منفذ الجريمة بعد فحصه نفسيًا لتخرج النتائج أن لديه عقدة من المهاجرين، حيث كشفت التحقيقات أنه كان ينتوى تنفيذ جريمته في ميدان سان دونى المكتظ بالأجانب، إلا أنه لم يستطع الوصول إليه لأسباب لوجستية، لينتهى به الأمر بفتح النار على مركز ثقافي ومقهى تابع للأكراد.
وذكر أن اعترافات المتهم أدت بصورة كبيرة إلى خضوعه للتحقيق مرة أخرى بعد أن كشفت أنه نفذ الجريمة وهو في كامل قواه العقلية، وأقدم عليها بدافع الكراهية بعد تعرضه لاعتداءات من بعض المهاجرين، وسط مطالبات بتحويل التحقيق لشرطة مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أوضح مجيد بودن، أستاذ القانون الدولى، أن التحريات في مكتب المدعى العام الفرنسي أثبتت وجود نية لدى المتهم وسبق إصرار وترصد، ما يعنى أن تسير الإجراءات وفق الأمور الطبيعية بأن تسلم التحقيقات من النيابة العامة إلى قاضي التحقيق الذي سيكشف الدلائل بشكل موضوعى، ويمكنه طلب أبحاث أو تحريات جديدة من الشرطة، وهو ما سيحدد مسار القضية .
وحول تصنيف الجريمة بأنها جنائية أم إرهابية ، أشار أستاذ القانون الدولى إلى أن التوصيف سيقوم به قاضي التحقيق وليس معنى أن التحريات الأولية وصفت الجريمة بأنه حادث عنصري أن ذلك سينتهى بأن الجريمة لها دوافع إرهابية.
فيما يرى إحماد بوسيان، الكاتب والمحلل السياسي، أن الحادث البشع لا يمس الجالية الكردية فقط وإنما كل الأجانب الموجودين في فرنسا باختلاف دياناتهم وأعراقهم، ويضرب أسس التعايش وقيم الجمهورية الفرنسية التي تعتمد على الإخاء والحرية والمساواة .
وتوقع "بوسيان" في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة باريس، تصاعد الأحداث الأيام المقبلة وسط تزايد وجود اليمين المتطرف الذي لديه نواب في البرلمان ومليشيات في الشوارع والأحياء وهو ما يجعل الأوضاع صعبة على المهاجرين.
وطالب المحلل السياسي، القيادة الفرنسية بتوجيه خطاب صارم ضد كل الأفكار العنصرية التي تروج ضد مهاجري فرنسا، وأن يكف جيرالد دارمانان وزير الداخلية الفرنسي عن استخدام قضية الهجرة في خطابه ومعاداة الأجانب، وسن قوانين تمنع وتدين أي تصريحات عنصرية.