الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يدرس توجيه ضربة استباقية لإيران.. الاحتلال يجر واشنطن لحرب واسعة

  • مشاركة :
post-title
حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" مع سفن حربية خلال مهمتها في الشرق الأوسط

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن مناقشات تدور داخل أروقة الاحتلال حول توجيه ضربة استباقية لإيران، أثيرت المخاوف أن تشارك التعزيزات العسكرية الأمريكية الأخيرة بالمنطقة في الهجوم على طهران.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق أمس الاثنين، أن إسرائيل قد تدرس توجيه ضربة استباقية لردع إيران، إذا اكتشفت أدلة قاطعة على أن طهران تستعد لشن هجوم، وذلك بعد اجتماع عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وحسب ما قالته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس الاثنين: "إسرائيل ستفكر في توجيه ضربة استباقية لردع إيران، إذا اكتشفت أدلة قاطعة على أن طهران تستعد لشن هجوم".

وبحسب الصحيفة، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في وقت متأخر من أمس الأول الأحد، اجتماعًا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار.

وأضافت الصحيفة أن اللقاء "عقد في ظل الاستعدادات لهجمات متوقعة على إسرائيل من قبل إيران وحزب الله".

وخلال الاجتماع مع نتنياهو، تمت مناقشة خيار ضرب إيران كإجراء ردع، بحسب ما ذكرت "يديعوت أحرونوت"، على الرغم من أن مسؤولين أمنيين أكدوا أن مثل هذه الخطوة لن تتم الموافقة عليها إلا إذا تلقت إسرائيل معلومات استخباراتية محددة تؤكد أن طهران على وشك شن هجوم من جانبها.

وقد أظهر استطلاع حديث للرأي العام في إسرائيل، أن 48% من الإسرائيليين يؤيدون ضربة استباقية لإيران و"حزب الله" بلبنان، فيما 34% يقولون إنه يجب الرد بعد الهجوم المتوقع ردًا على اغتيالات تل أبيب في البلدين الأسبوع الماضي.

جاء ذلك وفق استطلاع أجراه معهد "لازار" خاص على عينة عشوائية من 501 إسرائيلي، بهامش خطأ 4.4 بالمئة، وفق ما أوردت إذاعة "103 إف إم" المحلية، اليوم الثلاثاء.

وخلال الأيام الماضية، رفعت إسرائيل حالة التأهب على الحدود مع لبنان، تحسبًا لرد "حزب الله" على اغتيال القيادي فيه فؤاد شكر في بيروت يوم 30 يوليو الماضي، كما تترقب تل أبيب ردًا إيرانيًا محتملًا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فجر الـ31 من الشهر ذاته.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن "انتظار الرد الإيراني على اغتيال هنية وشكر "وضع مواطني إسرائيل تحت الضغط". وأضافت أنه في حين أن 48% من الإسرائيليين يؤيدون ضربة استباقية لإيران و"حزب الله"، فإن 34% يعتقدون أنه من الضروري الانتظار والرد فقط بعد الهجوم، في حين لم يملك 19% إجابة محددة".

وفي ظل زيادة التوتر بين إيران ووكلائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، حشدت الولايات المتحدة قوات لها بالشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن "القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تتخذ "الإجراءات الضرورية لزيادة الاستعداد القتالي وحماية قواتها وحلفائها من أي تهديدات من جانب إيران أو الميليشيات المدعومة منها".

بينما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن نشر الولايات المتحدة 12 سفينة حربية في مناطق متفرقة بالشرق الأوسط، تشمل حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة "واسب" البرمائية الجاهزة، وهي قوة مهام برمائية مكونة من 3 سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.

وقال جوناثان فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي، أمس الأول الأحد، إن الولايات المتحدة ستنشر قدرات عسكرية إضافية في الشرق الأوسط كـ"إجراء دفاعي"، يهدف إلى "الردع"، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي واضح وهو "العمل مع الحليفة إسرائيل للدفاع عن نفسها".

وأضاف فاينر في حديث لشبكة "سي. بي. إس نيوز" الأمريكية: "الهدف العام هو خفض حدة التوتر في المنطقة إلى جانب الردع وصد تلك الهجمات، وتجنب صراع إقليمي"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تستعدان لكل الاحتمالات".

واعتبر فاينر أن إرسال حاملة طائرات وسفن حربية إلى المنطقة وبعض الأصول الجوية الإضافية "يهدف للدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات المحتملة التي قد تواجهها"، لافتًا إلى أن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 أبريل الماضي "كان يمكنه أن يتحول إلى صراع إقليمي واسع".

وأضاف فاينر أن "الولايات المتحدة تريد أن تكون مستعدة في حالة تفاقم هذا الوضع مرة أخرى".

لكن تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن، قال في تغريدة على منصة "إكس" إنه "لا توجد دولة أكثر احتمالًا لجر الولايات المتحدة إلى حرب كارثية في الشرق الأوسط من إسرائيل. لا يمكنك معارضة الحروب الأبدية بالشرق الأوسط في ظل طبيعة العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأشار بارسي إلى أن الاغتيالات الأخيرة تخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي من عدة نواح، منها القضاء على أي فرص لتجديد المسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران التي تفاءل الكثير من المعلقين بشأنها عقب انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران.

ويعتقد بارسي أن إسرائيل تبنت سياسة اختلاق أزمات سياسية ترفع تكلفة بدء المحادثات بين واشنطن وطهران. ويرى بارسي أنه بانتقام إيران لاغتيال هنية على أراضيها، من المرجح أن يكون نتنياهو قد نجح في خلق دوامة تصعيدية يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق قد تجر الولايات المتحدة إليها أيضًا.

ومن شأن أي حرب إقليمية جديدة أن تؤسس توازنًا جديدًا في المنطقة يعيد هيمنة إسرائيل وحريتها في المناورة بعد تلقيها ضربة 7 أكتوبر، لكنها لا تستطيع إقامة مثل هذا التوازن بمفردها، إلا بدعم وتورط أمريكي مباشر.

ويشير بارسي إلى أنه ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، ومع إشارة كامالا هاريس بأنها ستتبنى خطًا أكثر صرامة ضد نتنياهو، فإن بدء حربًا إقليمية قبل أن تصبح رئيسة سيعني أن نتنياهو لن يجبر الولايات المتحدة على الدخول في الحرب فحسب، بل سيحاصر هاريس أيضًا ويزيل قدرتها على اتباع نهج أكثر تشددًا تجاه إسرائيل.