الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب الواسعة المحتملة.. كيف ترسم مسار العدوان على غزة؟

  • مشاركة :
post-title
المواجهة العسكرية المحتملة بين إيران وإسرائيل- صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع ترقب ضربة وشيكة من إيران ووكلائها لإسرائيل، تتهيأ منطقة الشرق الأوسط لاحتمال اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

عقب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، الأربعاء الماضي، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بالرد على إسرائيل، وحذر الحرس الثوري من أن "الانتقام بالدم" لمقتل هنية "أمر مؤكد".

وذكرت "سي. إن. إن" أن الضربة العسكرية المحتملة من إيران لإسرائيل، قد تحدد مسار الحرب على غزة، وتحول التركيز بشكل كبير بعيدًا عن القطاع المحاصر، في حال اندلع صراع إقليمي أوسع يشمل الولايات المتحدة ودولًا أخرى.

ولفتت الشبكة إلى أن هذا التصعيد يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تقويض الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

وقد دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى "كسر حلقة العنف" بإقرار وقف لإطلاق النار في غزة.

وتبادلت إيران وإسرائيل القصف المباشر لأول مرة في أبريل الماضي، بعد حرب خفية استمرت عقودًا من الزمان تجنب خلالها الجانبان ضرب أراضي الطرف الآخر. وأطلقت إيران 300 قذيفة على إسرائيل في 13 أبريل. وردت إسرائيل بضربة محدودة على إيران، وفي حين تم احتواء التبادل غير المسبوق في ذلك الوقت، فقد يكون من الصعب منع جولة أخرى من القتال من التصعيد، وفق "سي. إن. إن".

وعززت الولايات المتحدة استعداداتها للدفاع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني آخر. وناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، استراتيجيات أمنية شاملة لحماية إسرائيل، وفقًا لبيان صدر أمس الاثنين.

وتضمنت المناقشات سيناريوهات مفصلة توضح القدرات الدفاعية والهجومية. ووفقًا لمسؤول دفاعي أمريكي، يتواجد مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في الشرق الأوسط.

ويصر قادة إيران على توجيه ضربة لإسرائيل ردًا على اغتيال هنية بطهران، إذ قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن اغتيال هنية كان "خطأً فادحًا ارتكبته إسرائيل ولن يمر دون رد"، وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني.

وفي مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس الاثنين، إن البلاد عازمة على ردع إسرائيل وأنه "لا ينبغي لأحد أن يشكك" في عزمها على القيام بذلك.

وقد تواجه إسرائيل أيضًا هجومًا من جبهتها الشمالية. فقد اغتالت دولة الاحتلال فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، الأسبوع الماضي، وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله، إن مقتل شكر "تجاوز الخطوط الحمراء" وسوف يقابل برد "حتمي"، ملمحًا إلى التنسيق مع مجموعات إقليمية أخرى.

وفي حين حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالوقوف ضد إيران وأتباعها، كرر تأكيده على أن زيادة الضغوط العسكرية على حماس هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الحرب في غزة وإعادة المحتجزين إلى ديارهم- على حد زعمه.

وجاءت تصريحات نتنياهو، رغم اندلاع مظاهرات مناهضة لحكومة الاحتلال في عدة مدن في أنحاء إسرائيل، السبت الماضي، مطالبة بالتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة.

وحسب استطلاع حديث للرأي العام في إسرائيل، يؤيد 47% من الإسرائيليين اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة.

وتتأهب إسرائيل حاليًا لضربات عسكرية متزامنة من إيران ووكلائها، حيث تم إلغاء إجازات الجنود، ونشرت منظوماتها الدفاعية، وفتحت الملاجئ.

وأصدرت بلدية القدس المحتلة، الأسبوع الماضي، تعليمات حول ما يجب فعله في حالة تعرض المدينة لهجوم، حيث وزعت ملفًا يحتوي على قائمة بمواقف السيارات التي سيتم استخدامها كملاجئ، وقائمة بالملاجئ. ووجهت نصائح للسكان بتخزين كميات كافية من المياه والطعام لمدة ثلاثة أيام وشراء البطاريات والمصابيح الكهربائية بالإضافة إلى الأدوية.

ويتعين على جميع المباني الإسرائيلية التي أقيمت بعد عام 1993 أن تحتوي على ملاجئ. كما تم تجهيز دور السينما والمكتبات ومراكز التسوق بملاجئ، ويظل بعضها مغلقًا، ولكنه يفتح تلقائيًا عندما تنطلق صفارات الإنذار.

وبينما يستعد الاحتلال لضربات من عدة جبهات، واصلت طائراته قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 305 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمشافي 40 شهيدًا و71 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 39623 شهيدًا و91469 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.