الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تخريب ونهب وبلطجة.. تصاعد عنف اليمين المتطرف في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
الشرطة البريطانية تواجه المحتجين من اليمين المتطرف في ليفربول

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اعتقلت الشرطة البريطانية أكثر من 90 شخصًا، إثر تحول مظاهرات لليمين المتطرف في عدة بلدات ومدن في أنحاء المملكة المتحدة، أمس السبت، إلى أعمال عنف.

واندلعت أعمال شغب شارك فيها مئات المحتجين المناهضين للهجرة والمسلمين في عدة بلدات ومدن بالمملكة المتحدة، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد انتشار سريع لمعلومات زائفة عبر الإنترنت عن أن مهاجرًا يشتبه في أنه نفذ هجوما بسكين، الاثنين الماضي، على أطفال خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت شمال غربي إنجلترا.

واستهدف مثيرو الشغب من اليمين المتطرف، الذين قال رئيس الوزراء البريطاني إنهم دخلوا إلى بلدة ميرسيسايد من الخارج لإحداث اضطرابات عنيفة، مسجدًا محليًا وضباط شرطة بعد معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وشهدت مدن في إنجلترا وأيرلندا الشمالية اشتباكات عنيفة بين متظاهرين مناهضين للهجرة ومحتجين مضادين، وأصيب ضباط شرطة عندما أُلقي عليهم الطوب والكراسي والزجاجات.

وتوسعت احتجاجات اليمين المتطرف، أمس السبت، وتحولت إلى أعمال شغب عنيفة في هال وليدز وليفربول وبريستول ومانشستر وستوك أون ترينت وبلاكبول وبلفاست، حيث تعرضت الشرطة للهجوم في بعض الأماكن، وتعرضت المتاجر للنهب في بعض الحالات، وفق ما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.

ووقعت حوادث في عدة مدن، بما في ذلك مانشستر وليفربول وهال وستوك، حيث شهدت اشتباكات بين "بلطجية عنيفين" والشرطة ونهب المتاجر في بعض الحالات. وأدى تجدد أعمال العنف في شوارع بريطانيا، إلى تلف في الممتلكات، وإصابة عدد من أفراد الشرطة.

وفي ليفربول، تم نقل ضابطين إلى المستشفى، أحدهما يشتبه في إصابته بكسر في الأنف والآخر يشتبه في إصابته بكسر في الفك، حيث تم إلقاء الكراسي والطوب والزجاجات والمشاعل عليهما.

وقالت الشرطة في ليفربول، أمس السبت، إن عددًا من أفرادها أُصيبوا في أثناء محاولتهم السيطرة على "اضطراب خطير" في وسط المدينة.

وقالت السلطات في مدينة هال بشرق إنجلترا، إنها ألقت القبض على أربعة محتجين، وإن ثلاثة من أفرادها أُصيبوا في أثناء التعامل مع الاحتجاجات.

وتجمع مئات من المحتجين المناهضين للهجرة، مساء الجمعة، في سندرلاند ورشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب مسجد في المدينة، قبل أن يقدموا على قلب مركبات وإضرام النار في سيارة وإشعال حريق آخر بجوار مكتب للشرطة، بحسب الصحيفة. 

وقال مارك هال، كبير مفتشي الشرطة في منطقة سندرلاند، للصحفيين، أمس السبت، إن أربعة شرطيين تم نقلهم إلى المستشفى، وأعلن القبض على 12 شخصًا.

وأضاف "هال": "لم يكن هذا احتجاجًا.. كان هذا عنفًا وفوضى لا يمكن التسامح إزاءهما".

كما اندلعت احتجاجات عنيفة أيضًا في بريستول وهال وبلفاست التي تقع في أنحاء مختلفة في بريطانيا، إذ نشبت اشتباكات وتبادل محتجون مناهضون للهجرة وآخرون مناهضون للعنصرية الرشق بالطوب والزجاجات.

وتعرض اليمين المتطرف لإدانة من قبل أعضاء البرلمان من مختلف الأطياف السياسية بعد الاضطرابات التي شهدتها لندن ومانشستر وساوثبورت وهارتلبول وسندرلاند خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت العديد منها استهداف المساجد والمباني الدينية الإسلامية الأخرى.

ومن جهته، اتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "اليمين المتطرف" بالتسبب في أعمال العنف، وأعلن مساندته للشرطة في اتخاذ إجراءات صارمة.

ووضع "ستارمر" قوات الشرطة على مستوى وطني للاستعداد لما يخشى الكثيرون أن يكون صيفًا من أعمال الشغب والعنف من قبل اليمين المتطرف، حيث أعلن أول أمس الجمعة، أن قوات الشرطة ستشارك الموارد والاستخبارات مع الفرق الوطنية التي تتابع نشطاء اليمين المتطرف المعروفين في جميع أنحاء البلاد، كما أصدر تهديدًا لعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي بأن الاستمرار في نشر المعلومات المضللة والجريمة مخالف للقانون وسيكون له عواقب.

كما حذرت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، من أن كل من يشارك في أعمال الفوضى غير المقبولة سيدفع الثمن، مؤكدة أن العنف الإجرامي والفوضى لا مكان لهما في الشوارع البريطانية.

وكانت آخر مرة شهدت فيها بريطانيا أعمال عنف كبيرة واسعة النطاق في 2011، حين نزل الآلاف إلى الشوارع لخمس ليال بعد مقتل رجل من أصحاب البشرة السوداء برصاص الشرطة في لندن.

وقالت "ذي إندبندنت" إن اضطرابات اليمين المتطرف في المملكة المتحدة "مدفوعة بمشاعر معادية للإسلام متجذرة بين بعض قطاعات السكان".

ونقلت الصحيفة تحذير خبراء وجماعات دينية من أن المشاعر المعادية للمسلمين "تتأجج تحت سطح" المجتمع البريطاني.

ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية، كان هناك ارتفاع في الحوادث والخطابات المعادية للإسلام في السنوات الأخيرة، فضلًا عن أن جرائم الكراهية الدينية في أعلى مستوياتها على الإطلاق، والمسلمون هم المجموعة الدينية الأكثر استهدافًا.

وكانت هناك زيادة بنسبة 9% في جرائم الكراهية الدينية في العام المنتهي في مارس 2023، واستهدفت 2 من كل 5 من هذه الجرائم المسلمين.

ومع ذلك، تتهم السلطات بعدم فعل أي شيء لمعالجة هذا الارتفاع؛ فقد ظهر مؤخرًا أن مجموعة العمل المعنية بمكافحة الكراهية ضد المسلمين التابعة للحكومة المحافظة السابقة كانت "متوقفة مؤقتًا" لأكثر من أربع سنوات، من عام 2020 حتى خسارة المحافظين في الانتخابات العامة، على الرغم من الوعود المتكررة من المسؤولين وزيادة جرائم الكراهية.

وقالت الصحيفة، إن استراتيجية حكومة حزب العمال الجديدة لمعالجة الإسلاموفوبيا لا تزال غير واضحة، وتعرض ستارمر لانتقادات لفشله في التعامل بشكل كافٍ مع المجتمعات المسلمة في أعقاب الاضطرابات.