على عكس المرة السابقة، لم توضح طهران وحزب الله ما هو رد فعلهما المتوقع ضد دولة الاحتلال؛ ردًا على استهدافها قياديًا في حزب الله، وتنفيذ عملية اغتيال لرئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ما يجعل الاستعداد لهذا الرد صعبًا على إسرائيل والولايات المتحدة.
صمت إيراني
وتحتفظ إيران وحزب الله بأوراقهما حول الرد العسكري المحتمل، فيما يظل مستوى الضغط والتوتر في الشرق الأوسط مستمرًا في الارتفاع، فبينما تستعد إسرائيل لرد عدواني على عملياتها في بيروت وطهران، يتوقع لبنان أيضًا أن تشتعل النيران في الجبهة، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وبحسب شبكة الأخبار اللبنانية، فإن المسؤولين الحكوميين اتخذوا خطوات نحو احتمال نشوب حرب شاملة؛ فمن بين أمور أخرى، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنه من أجل معالجة تداعيات هجوم إسرائيلي محتمل، تم توزيع كميات كبيرة من المعدات والأدوات الطبية والأدوية في اليومين الماضيين على 37 مستشفى حكوميًا وخاصة.
ونقلت الصحيفة عن بيان وزارة الصحة أنها ستقوم بتوزيع المستلزمات على مستشفيات إضافية، من أجل تقديم الخدمات والعلاجات الطارئة إذا تطلب الوضع ذلك".
وتوقعت الصحيفة العبرية أن يهاجم حزب الله إسرائيل بطريقة لا تشبه الحرب السابقة برمتها، على ضوء أن عملية الاغتيال تمت في بيروت.
أهداف أوسع وأعمق
وقال المتحدث باسم البعثة الإيرانية لـ"شبكة سي بي إس": "حتى الآن، كان حزب الله والنظام الإسرائيلي يعملان عسكريًا ضمن حدود معينة"، مشيرًا إلى أنه كان "تفاهمًا غير مكتوب بين الطرفين"، لكن الهجوم في الضاحية في بيروت، واستهداف مبنى سكني، يدل على انحراف عن هذه الحدود.
وأضاف "نتوقع أن يختار حزب الله في رده أهدافًا أوسع وأعمق، ولن يقتصر على نفس الأهداف والوسائل العسكرية".
جدران الصمت
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران أعلنت في المرة الأخيرة ردها على الدبلوماسيين مقدمًا، مما أعطى إسرائيل والولايات المتحدة الوقت للاستعداد، لكن هذه المرة فإن إسرائيل وحلفاءها يعملون الآن في فراغ، ويواجه دبلوماسيو البلدين جدرانا من الصمت من جانب نظرائهم الإيرانيين، وحزب الله أيضًا يحتفظ بأوراقه على صدره.
وقال دبلوماسي إيراني، "إن هناك محاولات من دول مختلفة لإقناع طهران بعدم تصعيد الوضع أكثر، لكن لا جدوى من ذلك"، "لأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وردنا سيكون سريعًا وقويًا".
الخطوة التالية مجهولة
وهذا النقص في المعلومات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يدفع الشرق الأوسط إلى واحدة من أخطر لحظاته منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، وقال أندرو تابلر، المحلل في معهد واشنطن: "قلة المعلومات تعني تقديرات خاطئة حول الخطوة التالية على سلم التصعيد".
وأوضح "تابلر"، "ليس من الواضح، ما إذا كان حزب الله والحوثيون والمجموعات الموالية لإيران سيهاجمون إسرائيل بشكل فردي، أو إذا كان الرد سيكون متزامنًا، وسيتم مهاجمة إسرائيل في وقت واحد من عدة جبهات".
مساعدة أمريكية
ومن جانبها، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز قواتها في الشرق الأوسط، وقد أرسلت حاملة طائرات وسفنًا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمساعدة إسرائيل.
وأبلغت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة "شبكة سي بي إس"، أن الأهداف المعنية ستكون في الأراضي الإسرائيلية، على خلفية الخوف من أن يحاول حزب الله وإيران إلحاق الضرر بالبعثات الإسرائيلية في الخارج والأهداف اليهودية انتقامًا لاغتيال شكر في بيروت وهنية في طهران.