الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مواقع كاملة صارت مدن أشباح.. هجمات حزب الله دمرت الشمال الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
مواقع كاملة في شمال إسرائيل صارت مدن أشباح

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أراضٍ زراعية محروقة، ومنازل مدمرة، وأخرى تتصاعد منها خيوط الدخان، هذه هي الصورة في شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، بعد ما تحولت مواقع كاملة إلى مدن للأشباح، وذلك على خلفية التوترات الدائرة بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني.

خسائر فادحة

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، أن الأضرار التي لحقت بالمنطقة هي نتيجة 10 أشهر من الأعمال العسكرية ألحقت خسائر فادحة بشمال إسرائيل، حيث تسببت النيران القادمة من حزب الله في إتلاف المباني وحرق المحاصيل وإغلاق الشركات ومقتل الجنود والمدنيين على حد سواء.

وأدت عمليات القتال على الحدود اللبنانية إلى أكبر إخلاء لمنطقة تابعة لدولة الاحتلال منذ تأسيس الدولة المزعومة قبل أكثر من 70 عامًا، وكانت الأعمال العدائية محصورة في الغالب في مناطق شمال إسرائيل القريبة من الحدود، لكن في الأسبوع الماضي، أدى صاروخ يشتبه في أنه من حزب الله إلى مقتل 12 شابًا في ملعب كرة قدم في مرتفعات الجولان المحتلة، ما أثار غضبًا في إسرائيل.

والثلاثاء الماضي، ردت إسرائيل على حزب الله، فقتلت فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله الذي قالت إنه كان مسؤولاً عن الهجوم في ضربة على بيروت، ما ترك الدبلوماسيين يهرعون لتجنب حرب شاملة.

نزوح 60 ألف شخص

وبدأ حزب الله في إطلاق النار على شمال إسرائيل في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين، تبادل الحزب وإسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي، ما أدى إلى نزوح 60 ألف شخص في شمال إسرائيل وقُتِل أكثر من 40 شخصاً في إسرائيل، حيث أصبحت ضربات حزب الله تشكل تحديًا استراتيجيًا غير مسبوق بالنسبة لإسرائيل، وفق "فاينانشال تايمز".

وبحسب مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن صواريخ حزب الله أشعلت أكثر من 710 حرائق غابات، أتت على 105 آلاف دونم، أو نحو 105 كيلومترات مربعة من الأراضي في مناطق تمتد من الجليل الأعلى إلى مرتفعات الجولان.

ووقع أكبر اضطراب في الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله خمسة كيلومترات، والذي أخلته سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الأسابيع الأولى من القتال، حيث تضررت بشكل خاص قرى مدنية كما تعرضت القواعد العسكرية في المنطقة لاستهداف مكثف.

نزوح 60 ألف شخص في شمال إسرائيل بسبب أضرار الحرب

كريات شمونة

وعلى سبيل المثال، وفق "فاينانشال تايمز"، فإن بلدة "كريات شمونة" الإسرائيلية كان يسكنها نحو 24 ألف نسمة، والآن تحولت إلى مدينة أشباح، وأغلقت فيها كل الشركات تقريبًا؛ وأُغلقت نقاط التفتيش الطرق المؤدية إلى الحدود، ويقول السكان المحليون إن عدد سكانها المتبقين لا يتجاوز 2000 إلى 3000 نسمة، وهم مزيج من العمال الأساسيين وعدد صغير من السكان الذين رفضوا المغادرة.

وقال أرييل فريش، ضابط أمن في البلدية، إن حزب الله أطلق أكثر من 700 قذيفة على المدينة منذ الثامن من أكتوبر، بما في ذلك أسلحة لم يستخدمها في جولات قتالية سابقة، مثل الطائرات بدون طيار المسلحة وصواريخ فلق 1 والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، فكانت هناك إصابات مباشرة على 66 مبنى، بينما عانى 1100 مبنى من أضرار جانبية مثل آثار الشظايا.

صور الأقمار الصناعية

وتتيح صور الأقمار الصناعية إمكانية تحديد المواقع التي تعرضت لأضرار واسعة النطاق بما يكفي لتغيير شكلها كما نراها من الأعلى، بجانب مساحات من الأراضي يبدو أنها تعرضت للحرق بسبب الحرائق.

حيث أجرى كوري شير، الباحث في مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، الذي سبق أن وضع تقديرات للأضرار التي لحقت بالمباني في لبنان لصالح، وفق صحيفة "فاينانشال تايمز".

إن مقارنة الأضرار التي تلحق بالمباني التي يتم اكتشافها بواسطة الرادار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أمر صعب لأن قواعد البناء المختلفة، والكثافة الحضرية، والأسلحة المستخدمة على جانبي الخط قد تعني أن الرادار أفضل في التقاط الأضرار في بعض المناطق من غيرها.

وقد أظهرت المواقع التي زارتها "الفاينانشال تايمز" في شمال إسرائيل مجموعة من الأضرار، بما في ذلك بعض الأضرار التي ربما لم ترصدها الرادار. ففي أحد الشوارع، أحدثت قذيفة مدفعية عيار 107 ملم ثقبًا في جانب أحد المنازل، قبل أن تشعل حريقًا أحرق كل شيء في الداخل وجعله غير صالح للسكن، ولكن دون التسبب في انهيار هيكلي يمكن رؤيته من الجو.