بعد اقتراب كامالا هاريس من حصد بطاقة الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ستصبح أول امرأة ملونة على رأس قائمة حزب أمريكي كبير.
هاريس تصنع التاريخ
وتنحدر "هاريس" من أصول جامايكية وهندية، وهي أول امرأة سوداء وجنوب آسيوية يتم ترشيحها لمنصب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة، كما صنعت تاريخًا عندما انتخبت نائبة للرئيس في عام 2020، لتصبح أول امرأة وأول أمريكية سوداء وجنوب آسيوية تتولى المنصب.
وذكرت جلندا كار رئيسة منظمة "Higher Heights"، المخصصة لمساعدة النساء السود في الترشح للمناصب المنتخبة، "ترشيح هاريس يغيّر الطريقة التي يُنظر بها إلى النساء ذوات البشرة الملونة في السياسة"، وفق شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.
وأضافت "كار": "لقد وصلنا إلى لحظة مهمة في تاريخنا، إذ نشهد وقتًا ليس تاريخيًا فقط بالنسبة للنساء السود، بل إن جميع أنحاء العالم يشاهدون هذه اللحظة بتتويج هاريس مرشحة ديمقراطية لرئاسة أمريكا".
إرث "شيرلي تشيزولم"
وتعتمد "هاريس" على إرث الراحلة شيرلي تشيزولم، التي كانت أول امرأة سوداء تُنتخب لعضوية الكونجرس، وكانت أول ديمقراطية وأول امرأة أمريكية من أصل إفريقي تسعى للحصول على ترشيح حزب رئيسي عندما أعلنت ترشحها لمنصب الرئيس في عام 1972، قبل أن تخسر ترشيحها لصالح المرشح الديمقراطي الآخر جورج ماكجفرن
وقالت حملة ترشيح كامالا: "إن هاريس بحاجة إلى تأمين أصوات 2350 مندوبًا لتجاوز الحد الأدنى المطلوب للفوز بالترشيح، في التصويت الذي يغلق مساء يوم الاثنين، عندما يصبح ترشيحها رسميًا".
وأعلن جيمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، خلال اتصال هاتفي مع حملة هاريس: "أنا فخور للغاية بتأكيد أن نائبة الرئيس هاريس حصلت على أكثر من أغلبية الأصوات من جميع مندوبي المؤتمر وستكون مرشحة الحزب الديمقراطي بعد إغلاق التصويت يوم الاثنين".
وقال مينيون مور، رئيس مؤتمر الحزب الديمقراطي، للصحفيين قبل التصويت بالنداء على الأسماء: "لقد اكتسبت الحق في خوض هذا السباق وخوضه بطريقة كريمة".
تصريحات صادمة
وفي حدث أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، أدلى الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة بتصريحات مثيرة للجدل حول المرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، خلال مقابلة حيّة مع صحفيين من ذوي البشرة السمراء في شيكاغو، ووفقًا لتقرير مجلة "بوليتيكو".
في تفاصيل الحدث، ذكرت "بوليتيكو" أن ترامب عندما سُئل عن رأي بعض الجمهوريين بأن اختيار هاريس كان مجرد إشارة للتنوع، قدّم إجابة صادمة، إذ إنه بدلًا من الرد بشكل موضوعي، ادعى أنها "أصبحت سوداء أخيرًا فقط".
وقال نصًا: "كانت دائمًا من أصول هندية، وكانت تروّج فقط للتراث الهندي، لم أكن أعرف أنها سوداء حتى منذ بضع سنوات عندما قررت فجأة أن تصبح سوداء، والآن تريد أن تُعرف بأنها سوداء".
هذه التصريحات أثارت ردود فعل فورية في القاعة، إذ سُمعت أصوات الصدمة والاستهجان من الحضور، وحتى عندما حاولت المذيعة راشيل سكوت من شبكة "إيه بي سي نيوز" توضيح أن هاريس درست في كلية تاريخية لذوي البشرة السمراء وطالما عرّفت نفسها كسوداء، استمر ترامب في الإصرار على وجهة نظره المثيرة للجدل، ما زاد من حدة التوتر في القاعة.
ويرى محللون سياسيون أن تصريحات ترامب قد تكون لها تداعيات سياسية كبيرة على مستقبله السياسي وعلى الحزب الجمهوري ككل، ونقل التقرير عن أنتوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض في عهد ترامب، قوله: "مَن نصحه بإجراء هذه المقابلة يجب أن يُطرد"، ما يشير إلى مدى القلق داخل المعسكر الجمهوري من تأثير تصريحات ترامب على حملته الانتخابية.