ألغى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب مع العقل المدبر المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر واثنين من المتهمين الآخرين، إذ أعاد النظر في قضاياهم باعتبارها تستوجب عقوبة الإعدام، وذلك بعدما أعفى المسؤولة العسكرية التي سهّلت إبرام هذا الاتفاق وتولى مسؤولية الأمر بنفسه.
إلغاء الصفقة
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، جاء إلغاء القرار بعد يومين فقط من إبرامه، وقال "أوستن" في مذكرة موجّهة إلى سوزان إسكالييه، التي أشرفت على المحكمة العسكرية في خليج جوانتانامو: "لقد قرّرت أنّه في ضوء أهمية قرار الدخول في اتفاقيات ما قبل المحاكمة مع المتهم، فإن المسؤولية عن مثل هكذا قرار يجب أن تقع على عاتقي".
وأضاف: "أعلن انسحابي من اتفاقيات ما قبل المحاكمة الثلاث التي وقّعتموها في 31 يوليو 2024 في القضية المذكورة أعلاه وأطرافها هم المتّهمون الثلاثة خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي".
وذكر "أوستن" إنه قرّر كفّ يد سوزان كاي إسكالير، عن هذه القضايا الثلاث. وقال: "بمفعول فوري وفي إطار ممارسة سلطتي ألغي الاتفاقيات الثلاث التي أبرمت مع المتهمين وتم التوقيع عليها الأربعاء".
ماذا يعني؟
وأشرفت "إسكالير" على هذه القضايا بصفتها مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع لشؤون اللجان العسكرية، وبإلغاء الاتفاقيات هذا يعني إعادة عقوبة الإعدام لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق المتهمين الثلاثة.
وكان خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر واثنين من المعتقلين الآخرين معه في سجن جوانتانامو، وافقوا على الاعتراف بالذنب في تهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.
وكانت مفاوضات الإقرار بالذنب جارية منذ أكثر من عامين، وكذلك وافق الرجال الثلاثة على عملية الرد على الأسئلة المقدمة من قبل أفراد عائلات الضحايا في ما يتعلق بأدوارهم وأسباب تنفيذ هجمات 11 سبتمبر.
رفض الإقرار بالذنب
وتباينت ردود الأفعال على اتفاق الإقرار بالذنب مع المتهمين، وجاء قرار "أوستن" عقب ردود أفعال غاضبة من العديد من أقارب ضحايا الاعتداءات البالغ عددهم 3000 قتيل عند سماعهم نبأ هذا الاتفاق الذي يجنّب المتّهمين الثلاثة عقوبة الإعدام.
وانتقد العديد من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، بما في ذلك رئيس المجلس "مايك جونسون"، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، صفقات الإقرار بالذنب بشدة.
وفي المقابل، وصف أنتوني روميرو، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي، الأربعاء، اتفاق الإقرار بالذنب بأنه "الدعوة الصحيحة" و"الحل العملي الوحيد بعد ما يقرب من عقدين من التقاضي".
وكذلك، أوضح تيري كاي روكفلر، عضو مجموعة "عائلات 11 سبتمبر"، أنه بعد التأخير في القضايا، اعتقد بعض أفراد عائلات الضحايا أنه لن تكون هناك محاكمة أبدًا.
تعتقل الولايات المتحدة كلًا من خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي منذ عام ،2003 وتتهم الأول بأنه المخطط الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاجون في شمال فرجينيا قرب العاصمة واشنطن.