الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عملاء للموساد في طهران.. حملة اعتقالات في إيران بعد اغتيال هنية

  • مشاركة :
post-title
مبنى الحرس الثور ي حيث اغتيل هنية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نفذت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 شخصًا، من بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، وذلك ردًا على خرق أمني مُهين أدي إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدرين إيرانيين مطلعين.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بعد الاغتيال داهمت عناصر الأمن الإيرانية مجمع دار الضيافة، الذي ينتمي إلى الحرس الثوري، والذي كان يقيم فيه "هنية" بشكل متكرر أثناء زياراته إلى طهران، ووضع العملاء جميع أفراد طاقم دار الضيافة تحت الإقامة الجبرية، واعتقلوا بعضهم، وصادروا جميع الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية قولها، إن فريقًا منفصلًا من العملاء استجوب كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الذين كانوا مسؤولين عن حماية العاصمة، ووضعوا عددًا منهم قيد الاعتقال لحين اكتمال التحقيقات.

وعندما داهم عملاء الأمن مجمع دار الضيافة، مشطوا كل شبر منه، وفحصوا كاميرات المراقبة التي يعود تاريخها إلى أشهر، وكذلك قوائم الضيوف.

كما كانوا يفحصون ذهاب وإياب أعضاء الطاقم الذين يخضعون لفحص صارم قبل التوظيف، ويتم اختيارهم من الرتب والجنود في الحرس الثوري وكذلك من الباسيج، قوة المهام التطوعية شبه العسكرية، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين.

وقال المسؤولان الإيرانيان أيضًا إن التحقيق ركز على مطارات طهران الدولية والمحلية، حيث تمركز عملاء، وفحصوا أشهرًا من اللقطات التي التقطتها كاميرات من صالات الوصول والمغادرة، وفحصوا قوائم الرحلات الجوية.

ولم يكشف الحرس الثوري الإيراني حتى الآن أية تفاصيل عن الاعتقالات أو عن تحقيقه في الانفجار، بما في ذلك سببه، ولكنه تعهد بالانتقام الشديد، كما فعل المرشد الإيراني على خامنئي، الذي أصدر أمرًا بضرب إسرائيل ردًا على ذلك، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين.

لكن على فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، قال: "إن التصور بأن إيران لا تستطيع حماية أرضها ولا حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلًا بالنسبة للنظام الإيراني"، بحسب نيويورك تايمز.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن "الانفجار المميت لم يكن انهيارًا مدمرًا للاستخبارات والأمن فحسب؛ ولا مجرد فشل في حماية حليف رئيسي؛ ولا دليل على العجز عن كبح جماح تسلل الموساد؛ ولا ضربة مهينة للسمعة فقط.. بل كان كل هذا، وأكثر من ذلك".

كيف قتل الموساد هنية؟

وتأتي الاعتقالات بالتزامن مع تقرير نشرته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، كشف أن جهاز الموساد الإسرائيلي وظف عملاء أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى، حيث كان يقيم هنية.

وكانت الخطة الأصلية، وفقًا للصحيفة البريطانية، هي اغتيال "هنية"، في مايو الماضي، خلال حضوره جنازة إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق، غير أن العملية لم تتم بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمالية فشلها العالية، وفقًا لما أطلع به مسؤولان إيرانيان "ذا تليجراف".

وبدلًا من ذلك، وضع عميلان أجهزة متفجرة في ثلاث غرف في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإيراني في شمال طهران، حيث يقيم هنية.

وشوهد العملاء يتحركون بخفة أثناء دخولهم وخروجهم من غرف متعددة خلال دقائق، وفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات كاميرات المراقبة للمبنى.

وأوضح المصدر ذاته، أن العملاء تسللوا بعد ذلك خارج البلاد، ولكن كان لديهم مصدر لا يزال في إيران، وفي الساعة الثانية صباحًا من يوم الأربعاء الماضي، فجروا المتفجرات عن بُعد في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية.

وأدى الانفجار إلى استشهاد "هنية"، الذي كان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.

ونسبت "ذا تليجراف" لمسؤول في الحرس الثوري من طهران: "هم الآن متأكدون من أن الموساد وظف عملاء من وحدة حماية أنصار المهدي"، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري مسؤولة عن سلامة كبار المسؤولين، وأضاف: "بعد مزيد من التحقيق، اكتشفوا أجهزة متفجرة إضافية في غرفتين أخريين".

وتابع المسؤول الأول، إن "هناك الآن لعبة لوم داخلي تسيطر على الحرس الثوري، حيث تتهم القطاعات المختلفة بعضها البعض بالفشل".

وقال إن "إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، "يستدعي أشخاصا ليتم فصلهم واعتقالهم وربما إعدامهم.. لقد أذل الخرق الجميع".

وأضاف المسؤول: "استدعى المرشد الأعلى جميع القادة عدة مرات خلال اليومين الماضيين، إنه يريد إجابات"، مشيرًا إلى "بالنسبة له، معالجة الخرق الأمني أصبحت الآن أكثر أهمية من السعي للانتقام".

وأدى اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية إلى تكثيف المخاوف بشأن نفوذ إسرائيل وتأثيرها داخل إيران، وفقًا لـ"ذا تليجراف".

وذكرت الصحيفة تصريحات على يونسي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق، والتي عبر فيها عن مخاوفه "يجب أن يكون جميع مسؤولي الجمهورية الإسلامية قلقين على حياتهم".

وقال في مقابلة أجريت عام 2020: "إذا لم يستهدف النظام الصهيوني بعد السلطات السياسية للجمهورية الإسلامية، فذلك لأنه لم يختر القيام بذلك".

وأضاف: "هذا الإهمال تجاه الموساد سمح له بالضرب مرارًا وتكرارًا، وتهديد مسؤولي الجمهورية الإسلامية بشكل علني".