بعث رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ثلاث رسائل متطابقة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دنيس فرانسيس، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، روسيا ممثلة بممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، حذر فيها من أن إسرائيل تشنّ حربًا نكراء على الشعب الفلسطيني بشكل متعمد وتعسفي، في انتهاك صارخ للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن.
حرب إبادة
وقال منصور: "بعد مضيّ ما يقرب من 300 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، لا نزال نشهد المزيد من الأهوال مع قتل الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين؛ وقتل العاملين في المجال الإنساني والطبي والصحفيين؛ واختطاف المدنيين وتعذيبهم واغتصابهم في السجون الإسرائيلية؛ مع استمرار قصف وتدمير المنازل والأحياء الفلسطينية"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتابع: "في الوقت نفسه، في الضفة الغربية (المحتلة)، بما فيها القدس الشرقية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم الإرهابية والعنيفة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 569 فلسطينيًا، من بينهم أطفال، كما أن الحملة الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية تتصاعد، مع الاستيلاء على الأراضي وسرقة وهدم المنازل والممتلكات والتهجير القسري للآلاف من المدنيين خلال الأشهر العشرة الماضية وحدها".
دولة مجرمة
وأشار منصور إلى أن "إسرائيل تثبت كل يوم أنها ستستمر في التصرف كدولة مارقة وجريمة الاغتيال اليوم (اغتيال إسماعيل هنية) وكل الجرائم التي سبقتها والتي تلتها في الساعات التالية إثبات على ذلك"، مذكّرا بأن القيادة الفلسطينية تدين بأشد العبارات جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كما تدين الانتهاك الصارخ لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والانتهاكات المتكررة للأراضي اللبنانية والسورية، بما في ذلك ما حدث يوم الثلاثاء من هجوم سافر على بيروت.
وطالب "منصور" بمحاسبة الاحتلال على هذا الاغتيال، وعلى القتل الوحشي وإصابة أكثر من 130 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني خلال هذه الفترة الماضية.
فشل مجلس الأمن
وأبلغ المراقب الدائم لدولة فلسطين المسؤولين في الأمم المتحدة أن مجلس يفشل في التحرك لفرض وقف إطلاق النار ووضع حد للجرائم الإسرائيلية، محذرًا من أن الفشل في محاسبة إسرائيل يسمح لها بارتكاب هذه الجرائم ويزيد من جرأة المسؤولين في الحكومة والقادة العسكريين والمستوطنين المتطرفين لتصعيد هجماتهم الإرهابية.
وقال: "إننا ندعو مرة أخرى وبأقصى درجة من الإلحاح مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول الملتزمة بالقانون والمحِبة للسلام إلى التحرك فورًا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المروعة والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها".
وأشار إلى أنَّ إسرائيل تسعى بشكل صارخ محاولة زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وإثارة حرب شاملة في الشرق الأوسط بشكل عميق مما يحمل تداعيات خطيرة على المنطقة وخارجها.
وناشد المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، أن يدعم القرارات الدولية والالتزامات التي تقع على عاتق الدول لوقف هجمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ومنع نشوب حرب إقليمية، مؤكدًا أنَّ السلم والأمن الدوليين معرّضان للخطر في هذه اللحظات الحرجة.