أزمات عديدة يواجهها اللاعبون الدوليون المشاركون في دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا، والتي تسببت في ظروف مروعة حرمت معظمهم من تحقيق أرقام قياسية عالمية، بداية من نقص الخدمات وقلة الغذاء وصولًا إلى المسافات الطويلة للوصول إلى الملاعب؛ مما دفع فرقًا كاملة للفرار من قرية باريس الأولمبية.
وانطلقت دورة الألعاب الأولمبية 2024 في فرنسا الجمعة 26 يوليو، حيث تضمن البرنامج مشاركة 206 فريقًا يخوضون 329 حدثًا في 32 رياضة بما فيها 28 رياضة أولمبية أساسية و4 رياضات اختيارية، بحضور مئات الآلاف من المواطنين حول العالم.
ظروف مروعة
وتعرض نجوم الأولمبياد في محاولتهم تسجيل أسمائهم في التاريخ، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، إلى ما يشبه الاختناق، كون المنظمين عزموا على جعل الدورة الأولمبية أكثر استدامة من خلال إعطاء الأولوية للنهج الأخضر في كل مجال، وهو الأمر الذي أدى إلى ظروف مروعة للمتنافسين.
وسلطت الصحيفة الضوء على ما كشفته نجمة التنس الأمريكية "كوكو جوف"، التي كشفت عن أن فريقها بأكمله أصبح أحدث الرياضيين الذين فروا من القرية الأولمبية، التي تبلغ تكلفتها 1.6 مليار دولار، لعدم حصولهم على مرافق كافية لمساعدتهم في تأجيج سعيهم نحو المجد، ونشرت مقطع فيديو على TikTok أوضحت خلاله ما يتعرضون له، من إجبارها على مشاركتها الحمام مع 10 من مواطنيها قبل أن يغادر خمسة منهم، كما تبين أن جميع الغرف لا تحتوي على تكييف؛ مما أدى إلى درجات حرارة مرتفعة أعاقت اللاعبين عن النوم الجيد.
الطعام النباتي
كذلك عانى الرياضيون من أسرّة القرية المصنوعة من الورق المقوى، ما دفع لاعب الجمباز الأمريكي فريدريك ريتشارد إلى إحضار فراشه الخاص إلى القرية في باريس، وهو ما لم يتمكن منه الكثيرون بحسب الصحيفة ولم يكن أمامهم سوى النوم على الورق المقوى.
أيضًا كان الطعام النباتي المقدم للرياضيين المشاركين في الأولمبياد، سببًا في جعل الحياة داخل قرية الأولمبياد صعبًا، حيث سعى المنظمون أن تحتوي الوجبة الواحدة على 60% من المكونات النباتية، وهو ما مثل صدمة كبيرة للاعبين الذين يعيشون على نظام غذائي يعتمد على اللحوم للوصول إلى أفضل حالة بدنية.
نقص الغذاء
والأسوأ من ذلك، ما ذكرته صحيفة ليكيب الفرنسية، من تعرض القرية الأوليمبية لنقص حاد في الغذاء بعد يوم واحد فقط من حفل الافتتاح، والذي شمل بعض المواد الغذائية الحيوية، مثل البيض واللحوم المشوية، والتي اضطروا إلى توزيعها على شكل حصص في وجبة هزيلة وغير كافية لعشرات اللاعبين.
كانت ملكة السباحة الأسترالية أريارن تيتموس، واحدة من اللاعبين الذين انتقدوا الظروف التي عايشوها في القرية الأولمبية، وأشارت إلى أنها شعرت بإرهاق شديد بسبب الظروف السخيفة التي أحبطت محاولتها لتسجيل رقم قياسي عالمي في سباق 400 متر حرة يوم السبت، مشيرة إلى أن تلك القرية غير مصممة ليكون أداء اللاعبين عاليًا.
مدينة أشباح
كان على اللاعبين أيضًا استخدام وسائل النقل العام عند التوجه إلى الملاعب والحلبات ومضامير السباق وغيرها، وهو ما يدفعهم لقطع مسافات طويلة خلال الزحام وحرارة النهار للمشاركة في المباريات، وذلك الأمر دفع ستة سباحين من كوريا الجنوبية لمغادرة القرية الأولمبية والانتقال إلى فندق بالقرب من ساحة السباحة.
ورجحت الصحيفة أنه مع الوصول إلى المرحلة النهائية من الألعاب، فمن المرجح أن يغادر المزيد والمزيد من الرياضيين القرية؛ من أجل تعزيز فرصهم في الفوز في العاصمة الفرنسية، وهو ما يجعل من الممكن أن يتحول المجمع السكني المخصص لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام إلى مدينة أشباح بحلول نهاية الدورة.