تعرض المجتمع الإسرائيلي لهزة قوية في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، وما تلاها من تداعيات سياسية وأمنية؛ مما أصاب ما يقرب من نصف الإسرائيليين بصدمات نفسية أوصلتهم إلى حد الاكتئاب الشديد، بخلاف معاناة الجنود المشاركين في تدمير قطاع غزة.
الاكتئاب والصدمة
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، قام أربعة من أساتذة الجامعات في مجال الطب النفسي بدولة الاحتلال الإسرائيلي بعمل مسح لحالة الإسرائيليين، وتبين من البحث أن ما يقرب من 40% من الإسرائيليين يعانون من الاكتئاب ومن الصدمة النفسية.
وتسببت الهجمات الوحشية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، في استشهاد 40 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، و80 ألف مصاب وآلاف المفقودين أسفل الأنقاض، بخلاف تدمير البنية التحتية في جميع القطاعات الحيوية على رأسها القطاع الطبي الذي تم تدميره بشكل شبه كامل.
ميول انتحارية
وفي دراسة أخرى نشرت تفاصيلها مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية، بحسب وسائل إعلام فلسطينية، تبين أن كل سكان إسرائيل تعرضوا بطريقة أو بأخرى لتداعيات هذا الهجوم غير المسبوق من حيث النطاق وهول الصدمة النفسية، نظرًا لعدد الأعراض التالية لحالات الاكتئاب والكرب.
كما تعرض الجنود الإسرائيليون لاضطرابات نفسية، جعلتهم يعانون من ميول انتحارية، وقرر بسبب ذلك قسم التأهيل في الجيش الإسرائيلي تشكيل فرق من أطباء نفسيين وممرضين قادرين على التعامل مع الميول الانتحارية، من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
تضاعف الأعداد
وأكدت نوا روفا، رئيسة وحدة الخدمة الاجتماعية في قسم إعادة التأهيل الإسرائيلي، أن الأعداد سوف تتضاعف خلال عامين، مشيرة إلى أن بعض الجنود الذين ساءت حالتهم النفسية، أصبحوا يتصلون بمشرفيهم أو أفراد أسرهم طلبًا للإغاثة، قبل أن يقرروا الدخول في عزلة نفسية.
وقسم إعادة التأهيل الإسرائيلي، يشمل الجنود الذين يتلقون العلاج من حروب إسرائيل السابقة على غزة ويفوق عددهم الـ 13.500 جندي، بالإضافة إلى خمسة آلاف جندي دخلوا إلى قائمة إعادة التأهيل النفسي في الشهور الأخيرة، بينهم 3% يعانون من حالة خطيرة، و18 بالمائة من مشاكل عقلية؛ بسبب اضطراب ما بعد الصدمة.