أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، أنه يعتزم توسيع عمليته في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ودعا عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى إلى إجلاء المدينة إلى منطقة "المواصي" في الجنوب.
وقال جيش الاحتلال، في بيان: "إنه بسبب إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل من الأحياء الجنوبية لخان يونس، أصبح البقاء في هذه المنطقة خطيرًا.. لذلك، في هذا الوقت سيتم تعديل المساحة".
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن التعديل يتعلق بمعلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن حركة حماس حددت بنى تحتية عسكرية.
والأسبوع الماضي، بدأ الاحتلال عملية عسكرية أخرى في خان يونس، وأصدر أمر تهجير جديد للنازحين في شرق المدينة إلى المواصي غربًا.
وفي مختلف أنحاء خان يونس، نزح مئات الآلاف من الناس دون أن يعرفوا إلى أين يتجهون، وأثّر هذا الأمر على نحو 400 ألف شخص، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ووصف النازحون للصحيفة، رحلة النزوح من شرق خان يونس، تحت القصف الإسرائيلي، "كأنها يوم القيامة".
ونقلت الصحيفة عن مناضل أبو يونس، الذي نزح هو وزوجته وأطفاله الستة، من بني سهيلا شرقي خان يونس: "كان القصف خفيفًا في البداية، ولكن بعد ساعة من صدور أمر الإخلاء اشتد القصف، ثم انهالت علينا القذائف من جميع الاتجاهات.. أردت التحرك بسرعة، ولكن فجأة كان الشارع مليئًا بالناس.. توجهت العائلة شرقًا نحو طريق صلاح الدين، فقط لرؤية الدبابات الإسرائيلية تقترب".
وأضاف: "وجدنا الناس يركضون ويتسابقون للفرار، وكأن يوم القيامة قد أتى.. كانت الرصاصات تنهمر من حولنا كالمطر، وأصيب العديد من الناس".
وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 180 ألف مواطن اضطروا للنزوح خلال أربعة أيام من عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة خان يونس.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" أوتشا" بأن "الأعمال العدائية المكثفة" الأخيرة في منطقة خان يونس، أسفرت عن موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة.
وأضاف أن نحو 182 ألف شخص نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الاثنين والخميس، في حين لا يزال آلاف آخرين عالقين في شرق خان يونس.
وأصدر جيش الاحتلال، الاثنين الماضي، أوامر بإخلاء أجزاء من المدينة الجنوبية، معلنًا أن قواته "ستعمل بقوة" هناك، بما في ذلك في منطقة أعلنت في السابق أنها "آمنة".
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة نزحوا مرة واحدة على الأقل بسبب القتال.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) قالت، أمس الجمعة، إن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسرًا في قطاع غزة منذ بدء العدوان.
وسبق أن حذر مسؤولون أمميون من أنه "لا توجد أماكن آمنة" في قطاع غزة، نظرا للغارات الإسرائيلية المكثفة، والعمليات العسكرية البرية التي ينفذها جيش الاحتلال.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 39175 فلسطينيًا أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 90403 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.