كشفت وسائل إعلام أمريكية عن وجود انقسام حاد داخل صفوف الحزب الجمهوري، بشأن اختيار الرئيس السابق دونالد ترامب، السيناتور جي دي فانس مرشحًا لمنصب نائب الرئيس، ما يثير تساؤلات جدية حول تأثيره المحتمل على فرصة الفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، خاصة في ظل المنافسة القوية من الحزب الديمقراطي بعد ترشيح كامالا هاريس للرئاسة.
ووفقًا لصحيفة "ذا هيل"، فإن عددًا كبيرًا من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين عبروا عن استيائهم الشديد من اختيار "فانس"، متحدثين بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية الموضوع.
وصل الأمر ببعضهم إلى وصف "فانس" بأنه "أسوأ خيار من بين جميع الخيارات المتاحة"، وقال أحد النواب الجمهوريين للصحيفة: "كان الاختيار سيئًا لدرجة أنني لم أعتقد حتى أنه ممكن".
وأضاف آخر: "إذا سألت العديد من الأشخاص في هذا المبنى، فإن 9 من أصل 10 من جانبنا سيقولون إنه الاختيار الخاطئ".
وتتركز الانتقادات الموجهة لـ"فانس" حول مواقفه من السياسة الخارجية، وخاصة معارضته الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بالإضافة إلى نقص خبرته السياسية وعدم قدرته على توسيع قاعدة الناخبين الجمهوريين خارج نطاق مؤيدي ترامب الأساسيين.
مخاوف الخسارة
يرى العديد من النواب الجمهوريين أن اختيار فانس قد يكون له تأثير سلبي كبير على فرص الحزب في الفوز بالانتخابات الرئاسية، ونقلت "ذا هيل" عن أحد النواب قوله: "الشعور السائد هو أنه إذا خسر ترامب، فسيكون ذلك بسبب هذا الاختيار".
وأضاف نائب آخر: "كنت قلقًا طوال الوقت، لكن الآن الأمر مثير للقلق حقًا".
وتزداد هذه المخاوف حدة مع انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي ودعمه نائبته كامالا هاريس، مما أدى إلى تنشيط الحزب الديمقراطي وزيادة التبرعات لحملته.
ويرى بعض الجمهوريين أن وجود امرأة من أصول إفريقية وآسيوية على رأس التذكرة الديمقراطية يشكل تحديًا إضافيًا للثنائي ترامب-فانس.
السياسة الخارجية
تثير مواقف فانس في السياسة الخارجية قلقًا كبيرًا لدى العديد من الجمهوريين، خاصة موقفه الانعزالي في ما يتعلق بالمساعدات للحلفاء في الخارج.
وأشارت "ذا هيل" إلى أن فانس كان من أبرز الأصوات المعارضة في مجلس الشيوخ لتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، إذ صوّت ضد حزمة المساعدات الخارجية في أبريل 2024 والتي تضمنت نحو 60 مليار دولار لكييف.
كما أثار تصريح فانس السابق في عام 2022 خلال مقابلة إذاعية، الذي قال فيه "يجب أن أكون صادقًا معك، أنا لا أهتم حقًا بما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى"، موجة من الانتقادات التي لا تزال تتردد في الأوساط الجمهورية حتى اليوم.
الخبرة والمصداقية
كما أثار الصعود السريع لفانس في الحزب الجمهوري تساؤلات جدية حول مدى خبرته وقدرته على تولي منصب نائب الرئيس. إذ أصبح فانس، البالغ من العمر 39 عامًا، معروفًا على نطاق واسع بعد نشر مذكراته "أغنية الريفي" عام 2016، ثم فاز بمقعد في مجلس الشيوخ عام 2022، وبعد عامين فقط اختاره ترامب ليكون نائبه المحتمل.
وعبر أحد النواب الجمهوريين عن شكوكه قائلًا: "لا أعرف ما إذا كان لديه الخبرة الكافية لتولي هذا المنصب.. إنه ذكي ولديه خلفية مثيرة للاهتمام، لكنني ما زلت أضع مرشحين آخرين في مرتبة أعلى لأن لديهم خبرة أعمق وأكثر اختبارًا".
كما أثارت انتقادات فانس السابقة لترامب خلال حملة 2016 شكوكًا حول مصداقيته، إذ وصف الأخير ترامب آنذاك بأنه "مؤذٍ" و"مستهجن"، وفي رسالة خاصة على فيسبوك، أشار إليه بـ "هتلر أمريكا".
ورغم أن فانس دافع لاحقًا عن تغير موقفه، إلا أن هذه التصريحات السابقة لا تزال محل شك لدى بعض الجمهوريين.
دعم ترامب
على الرغم من هذه الانتقادات الواسعة، يواصل ترامب وفريق حملته الدفاع بقوة عن اختيار فانس، إذ نقلت "ذا هيل" عن المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونج، قوله: "الرئيس ترامب مسرور للغاية باختياره السيناتور فانس، وهما الفريق المثالي لاستعادة البيت الأبيض".
كما أكد ترامب نفسه دعمه لفانس، قائلًا للصحفيين: "لا، سأختار نفس الشخص"، مضيفًا "إنه يبلي بلاءً حسنًا.. لقد اكتسب شعبية حقيقية".