الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وصل مجلس اللوردات.. طريق طويل أمام تقنين"القتل الرحيم" في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
متظاهرون يطالبون بتقنين الموت بمساعدة الغير في ويستمنستر

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ضغوطًا للوفاء بوعده السماح بالتصويت في البرلمان على تشريع "الموت الرحيم"، إذ من المقرر تقديم مشروع القانون إلى مجلس اللوردات، اليوم الجمعة، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وسيقترح اللورد فلاكونر، الذي عمل من قبل في حكومة توني بلير، مشروع قانون من أحد الأعضاء للسماح بالموت الرحيم لإنهاء حياة البالغين المرضى بأمراض مستعصية، بعد أن جاء في المركز الثاني في اقتراع النبلاء الأسبوع الماضي.

وكان "ستارمر" قال في مارس الماضي، إنه يؤيد تغيير القانون، ووعد مذيعة التلفزيون استر رانتزين، التي كانت تعانى من سرطان في المرحلة النهائية وتقود حملة من أجل الموت الرحيم، أنه لو أصبح رئيسًا للوزراء، فإنه سيضمن أن يخصص البرلمان وقتًا لمناقشة القضية والسماح بإجراء تصويت حر.

وكرر هذا التعهد بعد فوزه في الانتخابات العامة، في وقت سابق هذا الشهر.

إلا أن بعض المدافعين عن تغيير القانون يخشون أن رئيس الوزراء ربما يقرر الانتظار حتى يتم تقديم مشروع قانون في مجلس العموم، ومن المقرر أن يعقد اقتراع للنواب في سبتمبر المقبل.

وقال "فلاكونر" إن ستارمر التزم بضمان أن يكون هناك وقت يناقش فيه البرلمان موضوع القتل الرحيم، إلا أن مشروع قانون مجلس العموم هو طريق أكثر تأكيدًا من مشروع قانون موجه إلى اللوردات.

وصرح فلاكونر لـ"ذا جارديان" بأن هناك عددًا من النواب يسعون للمضي قدمًا في هذه القضية لو نجحوا في الاقتراع، واصفًا إياه بالإصلاح الاجتماعي الكبير، ويرى أن لديه فرصة كبيرة لتحقيق النجاح.

وتابع قائلًا إنه سيكون مشروع قانون يتم تذكر النائب به، وربما لا يكون مشروع قانونه هو، لكنه يريد المضي قدمًا، مضيفًا أن هناك شعورًا الآن بأن مشروع القانون سيمضي بطريقة أو بأخرى.

ويشير مصطلح "الموت الرحيم" بشكل عام إلى العملية التي يمكن من خلالها لشخص مصاب بمرض عضال الحصول على العقاقير بشكل قانوني لإنهاء حياته. وهو أمر قانوني في عدد قليل من البلدان؛ إذ تسمح به كندا و11 ولاية أمريكية، وكذلك معظم أستراليا وسويسرا وهولندا. وهو متاح جزئيًا في ألمانيا وإيطاليا، بينما شرعت إسبانيا والبرتغال هذه العملية في السنوات الأخيرة، وفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

ونقت الشبكة عن إيلي بول من منظمة "الكرامة في الموت"، وهي مجموعة رائدة في مجال الحملات التي تعمل منذ سنوات على دفع المملكة المتحدة إلى اتباع نفس النهج: "لم تكن الظروف للتغيير أفضل من أي وقت مضى.. إن الاتجاه في مختلف أنحاء العالم يتجه نحو منح الناس خيارات أكبر في نهاية حياتهم".

لكن هذا النقاش الوطني محتدم، والطريق نحو إضفاء الشرعية عليه لا يزال طويلًا في ظل وجود جيوب معارضة قوية من خارج البرلمان وداخله.

وقالت أليستير تومسون، المتحدثة باسم منظمة "الرعاية وليس القتل"، التي تعارض أي تغيير في القانون المتعلق بالموت الرحيم أو المساعدة على الانتحار وتدافع عن تحسين الرعاية التلطيفية: "لا ينبغي للدولة أن تتواطأ في تشجيع الناس على إنهاء حياتهم".