اعتمد البرلمان الروسي (مجلس الدوما)، أمس الأربعاء، قانونًا يشدد من العقوبة المفروضة على استخدام أجهزة الإنترنت الشخصية من قبل الجنود المشاركين في القتال في أوكرانيا.
ويصنف القانون حيازة الأجهزة التي تسمح للعسكريين بتخزين أو إرسال مقاطع الفيديو أو الصور أو بيانات الموقع الجغرافي على الإنترنت، باعتبارها جريمة خطيرة يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلى 15 يومًا. كما يحظر، أيضًا، نقل أي معلومات يمكن استخدامها لتحديد هوية أي قوات روسية ومكان تواجدها.
كذلك، يحظر القانون الجديد نقل المعلومات حول المواطنين المستدعين للتدريب العسكري، وكذلك المسرحين من الجيش، وأفراد عائلاتهم.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما -البرلمان الروسي- أندريه كارتابولوف لوكالة "إنترفاكس" الروسية: "يهدف مشروع القانون إلى ضمان سلامة الأفراد والوحدات العسكرية".
ويأتي القانون الجديد بعد تقارير تفيد بأن الجيش الروسي يعاني من خسائر قياسية على الخطوط الأمامية، حيث تقدر وزارة الدفاع البريطانية أن معدل الخسائر سيتجاوز 1000 جندي يوميًا خلال شهري يوليو وأغسطس.
ومع تزايد الخسائر، تزايدت الضغوط المحلية من جانب زوجات وأمهات العسكريين لإرغامهم على العودة إلى الوطن.
انخفاض البيانات
وفق النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو"، يشعر محققو المصادر المفتوحة بالقلق من أن القواعد الروسية الجديدة قد تجعل من الصعب تحديد وتوثيق الأنشطة العسكرية على الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأوكرانية "مولفار"، التي تحلل الأنشطة الروسية في ساحة المعركة يوميًا، إنها لاحظت انخفاضًا في البيانات التي ينشرها الجيش الروسي على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بعض الوقت.
وقال ماكسيم زرازفسكي، رئيس الأبحاث في "مولفار": في بداية العملية العسكرية الروسية الشامل لأوكرانيا، كان الوضع مختلفًا تمامًا، مع العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجيش الروسي، الذين نشروا مواقعهم ومعلومات حساسة أخرى".
وأضاف أن القانون الجديد من المرجح أن يقلل من كمية هذا النوع من البيانات، لكن الجيش ليس المصدر الوحيد للمعلومات من ساحة المعركة. فغالبًا ما يمكن العثور على بيانات قيمة في ملفات تعريف الشبكات الاجتماعية المدنية، أو حتى المصادر الرسمية مثل وزارة الدفاع الروسية.
انتقاد شعبي
انتقد المدونون المؤيدون للحرب، والمعروفون باسم Z-bloggers، هذه الخطوة.
وقال المدون الروسي ييجور جوزينكو، المعروف أيضًا باسم "الثالث عشر"، في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في روسيا "تيليجرام" إن الجيش بأكمله يعتمد على أجهزة الإنترنت.
وكتب: "لكن كيف يمكن لفئران المكاتب أن تفهم وتعرف هذا؟ دعونا ندع هؤلاء الأوغاد من مجلس الدوما يذهبون إلى الحرب بأنفسهم".
وانتقدت دفا مايورا، وهي مدونة أخرى مؤيدة للحرب، هذه الخطوة باعتبارها تظهر فهمًا قديمًا للتعبئة الحديثة.
وكتبت المدونة التي لديها أكثر من 700 ألف متابع على "تيليجرام": لقد قرروا أن الجندي يجب أن يقاتل دون التفكير في عائلته، ويجب على عائلة الشخص المعبأ، مثل عائلة جندي في الحرب العالمية الثانية أو القوقاز، أن تكون فخورة بأن رجلاً تم تعبئته".