بدأت ملامح المعركة الانتخابية ترتسم بين المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، وبينما يعوّل الديمقراطيون على السجل القضائي لمرشحتهم الرئاسية، يحمّلها الجمهوريون المسؤولية المشتركة في إخفاقات إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
وفي حديثها أمام الموظفين والمؤيدين في مقر حملتها بديلاوير، صوّرت هاريس نفسها، كما فعلت من قبل، على أنها مدعية عامة صارمة ذات سجل انتصارات قبل أن تصبح سياسية في واشنطن.
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، أمس الأول الاثنين، وسط هتافات في محطتها الأولى كمرشحة رئاسية: "أعرف نوع دونالد ترامب".
وأضافت: "قبل أن يتم انتخابي نائبة للرئيس، وقبل أن يتم انتخابي عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، تم انتخابي مدعية عامة، كما ذكرت لولاية كاليفورنيا. وفي تلك الأدوار، كنت أتولى مسؤولية مرتكبي الجرائم من جميع الأنواع".
واستخدمت نفس خط الهجوم في التوقيت المناسب ضد ترامب، في أول تجمع لها في ساحة المعركة بولاية ويسكونسن، أمس الثلاثاء، حيث نالت التصفيق مرة أخرى وحتى هتافات "احبسوه!".
وبينما احتشد الديمقراطيون حول هاريس في الـ24 ساعة، التي أعقبت إعلان بايدن المذهل أنه لن يسعى لإعادة انتخابه، أثارت خلفيتها القضائية حماسًا حزبيًا كنقطة تناقض صارخة ضد ترامب، الذي أدين بـ34 تهمة جنائية في مايو الماضي.
ومن المقرر أن يصدر الحكم على ترامب في قضية "أموال شراء الصمت" في نيويورك يوم 18 سبتمبر المقبل، الذي سيكون في ذروة حملة الانتخابات العامة، وتعهد الرئيس السابق باستئناف حكم الإدانة.
وتم انتخاب كامالا هاريس مدعيًا عامًا لسان فرانسيسكو في عام 2004، وبعد عدة سنوات أصبحت المدعي العام لولاية كاليفورنيا.
ونقلت شبكة "أيه بي سي نيوز" عن بريان براكو، الذي أدار حملة هاريس للمدعي العام لعام 2010، إن الديمقراطيين يجب أن يركزوا على رواية هاريس التي تمثل سيادة القانون، وأن خلفيتها القضائية يمكن أن تمنحها ميزة كبيرة في الحملة الرئاسية.
وأضاف: "اعتقد أنها تعلمت أن تكون قاسية، إنها شخص الذى يأخذ مسؤوليات وظيفته على محمل الجد. أعني، عندما تكون مدعيًا عامًا، خطأ واحد صغير يمكن أن يكلفك حكمًا. ولذا فهي شخص قام دائمًا بالعمل ولم يخجل من المعارك القوية أو المعارضين الأقوياء".
في المقابل، توجه حملة ترامب بالفعل هجماتها نحو هاريس، التي يقولون إنها "تمتلك كل السياسات السيئة لإدارة بايدن".
وحاول العديد من الجمهوريين، بما في ذلك المتحدث باسم حملة ترامب ستيفن تشيونج، تصوير هاريس على أنها "متساهلة مع الجريمة" من خلال سجلها كمدعية عامة تنفذ بعض إصلاحات العدالة الجنائية والدعم الأحدث لإصلاح الكفالة.
ولفتت مجلة" بوليتيكو" الأمريكية إلى أن زعماء الجمهوريين في مجلس النواب من المشرعين، طلبوا التركيز على انتقاد سجل هاريس القضائي دون الإشارة إلى عرقها وجنسها، وذلك في أعقاب تصريحات لاذعة من بعض الجمهوريين هاجموها على أساس الهوية.
هذا في الوقت الذى قدّم فيه عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية تينيسي آندي أوجلز مواد عزل هاريس من منصب نائب الرئيس، بعد أن أصبحت المرشحة الديمقراطية المحتملة في الانتخابات الرئاسية هذا العام.
وقدّم أوجلز، أمس الثلاثاء، قرار عزل هاريس في مجلس النواب، ويتهم نائبة الرئيس بارتكاب "جرائم كبيرة وجنح" تتعلق بتورطها في سياسات الهجرة للرئيس جو بايدن.
وجاء في القرار: "لقد أظهرت كامالا هاريس عدم كفاءة غير عادية في تنفيذ واجباتها ومسؤولياتها، ورفضًا صارخًا لدعم قوانين الهجرة الحالية، ولا مبالاة واضحة تجاه الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يعانون نتيجة لأزمة الحدود الجنوبية المستمرة".