الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطاب نتنياهو بالكونجرس.. بين المكاسب الشخصية واحتواء الغضب الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب سابق في الكونجرس

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما ألقى بنيامين نتنياهو خطابه الأول أمام جلسة مشتركة للكونجرس في مايو 1996، متحدثًا بصفته رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان آل جور نائبًا للرئيس الأمريكي، وجو بايدن سياسيًا بارعًا، وكانت نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس تعمل مدعية عامة في سان فرانسيسكو، وكان المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس يبلغ من العمر 11 عامًا.

في المرة الأولى التي خاطب فيها نتنياهو الكونجرس في عام 1996، كان قد هزم شيمون بيريز قبل أسابيع فقط ليصبح أصغر رئيس وزراء لإسرائيل، وخاطب المشرعين الأمريكيين مرة أخرى في مايو 2011 عندما كان هو والرئيس باراك أوباما يتعارضان بشأن المستوطنات والعملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين.

وفعل نتنياهو ذلك مرة أخرى في عام 2015، عندما أغضب البيت الأبيض بقبول دعوة لإلقاء كلمة في الكونجرس، والتي استخدمها كفرصة لانتقاد الاتفاق النووي مع إيران.

ورغم أن الكثير قد تغير في حياة ومصير كل من هؤلاء، فإن نتنياهو لا يزال رئيسًا لوزراء إسرائيل.

وبعد تلك الأعوام، وعندما يعلن مايك جونسون -أول من وجه الدعوة الحالية إلى نتنياهو- في قاعة مجلس النواب في مبنى الكابيتول الأمريكي يوم الأربعاء عن كلمة "رئيس وزراء إسرائيل"، فسوف تكون هذه هي المرة الرابعة التي يمشي فيها نتنياهو في الممر إلى منصة المتحدث الرئيسي.

على المحك

قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، الاثنين، قال نتنياهو إنه يأمل من خلال زيارته وخطابه أن "يرسخ الدعم الحزبي الذي يشكل أهمية بالغة لإسرائيل"، لذلك من المرجح أن يكون هذا محور خطابه، كما كان الحال في الخطب الثلاثة السابقة التي ألقاها أمام الكونجرس.

وتمكن صعوبة تحقيق ذلك في كون العشرات من المشرعين الديمقراطيين من المتوقع أن يمتنعوا عن الحضور"، كما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست".

ولفتت الصحيفة إلى أنه في بداية خطابه عام 2015، والذي كان أكثر إثارة للجدل من خطابه الحالي، قال نتنياهو: "أود أن أشكركم، الديمقراطيين والجمهوريين، على دعمكم المشترك لإسرائيل، سنة بعد سنة، وعقدًا بعد عقد.. وأنا أعلم أنه بغض النظر عن الجانب الذي تجلس فيه، فإنك تقف إلى جانب إسرائيل.. لقد كان التحالف الرائع بين إسرائيل والولايات المتحدة دائمًا فوق السياسة، ويجب أن يظل دائمًا كذلك".

ومن المتوقع أن يتم التعبير عن مشاعر مماثلة، اليوم الأربعاء، على الرغم من أن واقع المقاعد الفارغة المتوقعة في المجلس قد يعكس أجواء مختلفة.

نقلت شبكة ABC News عن دانييل بايمان، وهو محلل سابق لشؤون الشرق الأوسط في مجتمع الاستخبارات الأمريكي وكبير زملاء مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن نتنياهو "يكافح من أجل حياته السياسية".

ولفت بايمان إلى أن خطاب نتنياهو سوف يوفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي فرصة لمحاولة رفع أرقامه في استطلاعات الرأي، والتي كانت في انخفاض مستمر.

ويقول: "لهذا فهو يحاول أن يقول لشعبه أنا قادر على الذهاب إلى الولايات المتحدة، إلى الرئيس وزعماء الكونجرس، وبالتالي فأنا زعيم قادر على تحقيق أهداف إسرائيل دبلوماسيًا".

قواسم مشتركة

الكثير من المتوقع أن يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، قاله بالفعل في خطابات سابقة أمام الكونجرس.

وتشير صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الخطابات الثلاثة الأخرى التي ألقاها نتنياهو سابقًا في الكونجرس تعطي مؤشرًا جيدًا إلى الاتجاه الذي سيسلكه في هذه المرة أيضًا، حتى وإن كان العدوان على غزة مهيمنًا على الأجواء.

في الواقع، هناك بعض الرسائل المشتركة التي مرت عبر كل خطابات نتنياهو في الكابيتول، والتي من المرجح أن تكون حاضرة أيضًا في خطاب الأربعاء.

وعلى رأس هذه الرسائل كان دائمًا التعبير عن الامتنان العميق والتقدير للدعم الذي قدمه الشعب الأمريكي والرئيس، فحتى خطابه الأكثر إثارة للجدل في عام 2015 -حيث انتقد الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما ودافع عنه - بدأ بالثناء على الرئيس لدعمه لإسرائيل "سواء الدعم المعروف على نطاق واسع، أو الدعم الأقل شهرة"، حسب الصحيفة.

وترى "جيروزاليم بوست" أن ثاني هذه الرسائل سيتمحور حول القيم المشتركة بين البلدين، فيما ستحذر رسالة ثالثة من إيران.

وتلفت إلى أنه "بما أن المجتمع الدولي لم يقف متحدًا لمواجهة إيران آنذاك، فمن المؤكد أن خطاب نتنياهو اليوم سوف يناقش العواقب المؤلمة لهذا التقاعس اليوم".

وأضافت: "في حين تناول خطاب نتنياهو في عام 2015 بشكل شبه حصري التهديد الذي تشكله إيران والجدال ضد الاتفاق النووي الإيراني، ناقش الخطابان الآخران بالتفصيل العملية الدبلوماسية في ذلك الوقت، ومن المثير للاهتمام أن نسمع بعض هذه الكلمات في ضوء الواقع الحالي اليوم".

ورغم خطابه عام 2011، والذي أمضى فيه قدرًا كبيرًا من الوقت في الحديث عن رؤيته لاتفاقية سلام مع الفلسطينيين، وأن السلام لا يمكن أن يرسخ إلا بالأمن وأنه لا يمكن تحقيقه إلا حول طاولة المفاوضات، وهما أمران لم يمارسهما أبدًا، لكنه من المرجح أن يكررهما هذه المرة أيضًا.

ولفتت "جيروزاليم بوست" إلى أن هناك عنصرًا واحدًا ناقشه رئيس الوزراء الإسرائيلي في عام 2011 ولن يعود إليه بالتأكيد اليوم، وهو دعم الدولة الفلسطينية.