الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رحلة واشنطن.. نتنياهو يبحث عن "تصفيق الكونجرس" وسط دعوات الرفض

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطابه الرابع في الكونجرس الأمريكي، وهو الخطاب الذي يواجه تحديات أبرزها توقعات بمقاطعة كبيرة من النواب الأمريكيين، إضافة إلى التظاهرات المتوقعة أمام مبنى الكونجرس.

غياب هاريس

لن تكون كاميلا هاريس، المرشحة الأقرب لتمثيل الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية 2024، حاضرة في الكونجرس اليوم الأربعاء، على الرغم من دورها كرئيسة لمجلس الشيوخ، والتي من المفترض أن تدير المناقشة، وفق صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مصدرين مقربين منها.

وفي الواقع، فإن ماريا كانتويل الرئيسة المؤقتة لمجلس الشيوخ، لن تترأس المناقشة ولن تشارك فيها، وهذا وضع غير عادي، دفع أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن يقرروا فيما بينهم من سيرأس الاجتماع، وفي النهاية، تم اختيار كاردين، السيناتور الديمقراطي الأمريكي اليهودي، لإدارة الخطاب، وفق "يديعوت أحرنوت".

وبحسب "واشنطن بوست"، تقول مصادر مطلعة على التفاصيل إن البيت الأبيض حاول ينأى قدر الإمكان بنفسه عن زيارة نتنياهو إلى واشنطن، إذ نفى مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية في محادثات خاصة أي صلة بدعوته، حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل إعلان اعتزاله، خطط للذهاب إلى تكساس في يوم خطاب نتنياهو.

موقف الحزبين

وإلى جانب غياب هاريس فمن المتوقع أن يقاطع العشرات من المشرعين الديمقراطيين خطاب نتنياهو في الكونجرس، حيث إنه خلال الشهر الماضي ارتفعت الأصوات المطالبة بذلك، كنوع من الضغط لدفعه على وقف العدوان المستمر على غزة.

وفي المرة الأخيرة التي دُعي فيها نتنياهو للتحدث أمام جلسة خاصة لمجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين عام 2015، قاطع ما يقرب من 60 مشرعًا ديمقراطيًا الخطاب، على خلفية هجومه آنذاك على الاتفاق النووي الذي كان الرئيس باراك أوباما على وشك التوقيع عليه مع إيران وعدد من القوى الدولية.

والآن، في خطابه المتوقع أمام الكونجرس اليوم، من المرجح أن يكون عدد المشرعين الغائبين أعلى بكثير، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

ومع ذلك، ووفقًا للتقرير، فإن العديد من الديمقراطيين ما زالوا مترددين، وهم "ممزقون" بين التزامهم طويل الأمد بأمن إسرائيل ومعارضتهم للطريقة التي تدير بها الحرب في غزة.

في المقابل، اتحد الجمهوريون في دعم نتنياهو وهاجموا الديمقراطيين الذين يعتزمون مقاطعة الخطاب، حتى أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون هدد باعتقال أي شخص يعطل الحدث، وفق "يديعوت أحرونوت".

احتجاجات أمام الكونجرس

وينتظر نتنياهو احتجاجات ينظمها ناشطون معارضون للهجوم الإسرائيلي على غزة ودعم واشنطن لإسرائيل، وذلك أمام مبنى الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء، خلال الخطاب المرتقب الذي يلقيه رئيس وزراء دولة الاحتلال أمام المشرعين الأمريكيين، وفق "رويترز".

وتتوقع الشرطة الأمريكية حضور عدد كبير من المتظاهرين وتتخذ ترتيبات أمنية إضافية في هذا الصدد، لكنها قالت إنه لا توجد أي تهديدات معروفة، وذلك في وقت ينظر فيه إلى أن الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات الأمريكية تشير إلى أن استقبال نتنياهو خارج الإطار الرسمي ربما يكون عدائيًا.

واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه من الأفضل لنتنياهو أن يلغي زيارته لواشنطن، مشيرة إلى أنه على الأرجح لن يفعل ذلك، لأن خطابه في الكونجرس موجه للداخل الإسرائيلي وليس للجمهور الأمريكي، لكنه يحتاج إلى تصفيق حار من المشرعين لاستعادة مكانته والثقة أمام الإسرائيليين.

تصفية حسابات مع نتنياهو

في هذه الأثناء، يظل لقاء نتنياهو مع بايدن، كما هو مخطط له يوم الثلاثاء، حيث سيرغب بايدن في إظهار الأمور كالمعتاد، فيما تساءلت الصحيفة قائلة "هل سيبذل بايدن كل ما في وسعه؛ من أجل إطلاق سراح المحتجزين حتى لو كان ذلك على حساب المواجهة مع نتنياهو؟".

وتوقعت الصحيفة أن يكون بايدن متحررًا من الضغوط والقيود السياسية، ومصممًا على ترك إرث دون التفكير في كيفية تأثير تصرفاته على الحملة الرئاسية، وفي مثل هذا الوضع قد يقوم أيضًا بتصفية الحسابات مع نتنياهو، على غرار القرار الدراماتيكي الذي اتخذه أوباما في نهاية ولايته بعدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن ضد المستوطنات.

الضغط على نتنياهو

كما توقعت أن يزيد بايدن الضغط على نتنياهو؛ لكي يكون مرنًا في المفاوضات ويحاول فرض صفقة المحتجزين عليه، واستغلال الوقت المتبقي حتى نهاية ولايته لتشديد العقوبات ضد المستوطنين وإسرائيل وإعطاء الضوء الأخضر لإدارته لفرض عقوبات على بن جفير وسموتريتش، وعدم منع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وجالانت في المحكمة الجنائية الدولية.

ورأت الصحيفة أنه لا ينبغي لنتنياهو أن يكون سعيدًا بتقاعد بايدن، وسيكون ترامب أكثر عدوانية تجاهه من الرئيس الأمريكي، لأنه يحب الفائزين، ونتنياهو يُنظر إليه على أنه خاسر، إضافة إلى أن تصريحات ترامب في الأشهر الأخيرة، بأن من الأفضل إنهاء الحرب قبل عودته إلى البيت الأبيض، ليست مريحة لنتنياهو.