رغم أن الزيارة التي يقوم بها رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن مرحبًا بها من بعض الأوساط السياسية هناك، إلا أن هناك آخرين يعلنونها صراحة بأنه غير مرغوب فيه، بينما يواجه هذا الخطاب مقاطعة كبيرة من الديمقراطيين.
احتجاجات أمام الكونجرس
وينتظر نتنياهو احتجاجات ينظمها ناشطون معارضون للهجوم الإسرائيلي على غزة ودعم واشنطن لإسرائيل، وذلك أمام مبنى الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء، خلال الخطاب المرتقب الذي يلقيه رئيس وزراء دولة الاحتلال أمام المشرعين الأمريكيين، وفق "رويترز".
وتتوقع الشرطة الأمريكية حضور عدد كبير من المتظاهرين وتتخذ ترتيبات أمنية إضافية لكنها قالت إنه لا توجد أي تهديدات معروفة، وذلك في وقت ينظر فيه إلى أن الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات الأمريكية تشير إلى أن استقبال نتنياهو خارج واشنطن الرسمية ربما يكون عدائيا.
مقاطعة الخطاب
ويخطط العشرات من الديمقراطيين لمقاطعة خطابه، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الجمعة، إنه تلقى "معاينة واسعة النطاق لخطاب نتنياهو الأسبوع الماضي ولم يبدو حزبيًا في لهجته، بل ركز بدلًا من ذلك على كيف تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل معًا مواجهة التهديد الإرهابي، والتنسيق بشأن التحديات الإقليمية".
وتعاني إسرائيل من عزلة دولية بسبب حملتها في غزة، والتي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أسفرت عن مقتل ما يقرب من 39 ألف فلسطيني، وتوسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وهجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين.
محصور بين الغضب والتهديد
ويغادر نتنياهو إلى أمريكا وهو محصور بين الجمهور الإسرائيلي، الذي يزداد غضبًا بسبب فشله في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين وشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يهددون بإسقاط الحكومة إذا وافق على وقف القتال ضد حماس، وفق "واشنطن بوست".
وفي الأيام الأخيرة، أعلن ثمانية أعضاء من حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو عن قائمة "الخطوط الحمراء" التي لا يمكنهم دعمها في أي اتفاق، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي من وسط غزة والحدود المصرية.
لقاء ترامب
وقال مسؤولون وفق "واشنطن بوست"، إنه قبل إعلان انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي، لم يكن لدى نتنياهو أي خطط للسعي إلى لقاء ترامب خلال رحلته إلى واشنطن، أو حتى مع نائبة الرئيس هاريس، التي أيدها بايدن بسرعة يوم الأحد لتأخذ مكانه على رأس القائمة.
لكن نقلت المجلة الأمريكية "بوليتيكو"، عن مصادر مطلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، مضيفة "أن فريقي نتنياهو وترامب التقيا في الأيام القليلة الماضية؛ لبحث فكرة الاجتماع لكن ترامب لم يوافق عليه بعد".
وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، إن رئيس الوزراء كان مدركًا تمامًا أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات التي ستجري في نوفمبر، فإن إسرائيل ستتعامل مع بايدن طوال الفترة المتبقية من ولايته.
ومن المرجح أن يكون نتنياهو في أفضل سلوك له خلال هذه الزيارة، على عكس خطابه المثير للجدل أمام الكونجرس في عام 2015، عندما انتقد بدعوة من الجمهوريين الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة باراك أوباما، فالوضع مختلف تمامًا الآن، لأن نتنياهو يحتاج إلى الرئيس بايدن كل يوم".
وحسب "واشنطن بوست"، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي في ذروة الهيجان الحزبي، بين مؤتمري الحزبين، ومع سعي الديمقراطيين جاهدين إلى تحديد خطواتهم التالية، وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم إزاء زيارته في مثل هذا الوقت المضطرب، وخشيتهم من أن يقول أو يفعل شيئًا من شأنه أن يفسد دبلوماسيتهم في غزة.