"إسرائيل ستكون أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".. كانت هذه آخر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة ليقوم برحلته الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة، ويلقي خطابه الرابع في الكونجرس الأمريكي.
الخطاب الرابع
وقال نتنياهو: "أغادر الآن في زيارة مهمة للغاية للولايات المتحدة، في وقت تقاتل فيه إسرائيل على سبع جبهات، وفي هذه الزيارة، ألقى خطابًا أمام مجلسي الكونجرس للمرة الرابعة كرئيس لوزراء إسرائيل، وسأؤكد على دعم الحزبين وأخبرهما أنه بغض النظر عمن سيتم اختياره لقيادة الشعب الأمريكي بعد الانتخابات الرئاسية، فإن إسرائيل هي أهم حليف لها في الشرق الأوسط"، وفق "يديعوت أحرنوت".
وذكر نتنياهو بايدن، خلال كلمته لكنه تجاهل على وجه التحديد انسحابه من السباق الرئاسي، قائلًا "من المفترض أن ألتقي بالرئيس جو بايدن، الذي أعرفه منذ أكثر من 40 عامًا، ستكون هذه فرصة لأشكره على الأشياء التي قام بها، وأيضًا فرصة لمناقشة القضايا المهمة معه لكلا بلدينا".
نتنياهو يطلب لقاء ترامب
وذكرت المجلة الأمريكية "بوليتيكو"، اليوم الاثنين، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، مضيفة "أن فريقي نتنياهو وترامب التقيا في الأيام القليلة الماضية؛ لبحث فكرة الاجتماع لكن ترامب لم يوافق عليه بعد".
ويتبنى نتنياهو رسميًا موقفًا محايدًا في السياسة الأمريكية، لكنه تعرض لانتقادات طويلة بسبب انحيازه إلى الجمهوريين، ولم يخف سعادته بترامب، الذي قلب السياسة الأمريكية بشكل كبير لصالح اليمين الإسرائيلي خلال فترة ولايته، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، وفق "واشنطن بوست".
ولم يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن رئيس الوزراء سيلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن انسحابه من المنافسة على الانتخابات أمس الأحد، كما هو مخطط له حتى اليوم السابق للإقلاع؛ وهم الآن لا يعرفون ماذا يعني الاضطراب الدرامي الذي تشهده الحملة الانتخابية بالنسبة للمستقبل.
وبعد إعلان تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن المنافسة في انتخابات نوفمبر مباشرة، قال شخص مطلع على المداولات في مكتب نتنياهو إنه "من السابق لأوانه أن نقول كيف قد تتأثر الرحلة، والجهد الحربي الإسرائيلي"، وفق "واشنطن بوست".
علاقة متوترة
وتدهورت العلاقة المتوترة بين نتنياهو وبايدن بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، حيث تحدت إسرائيل العديد من المناشدات من البيت الأبيض لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية في غزة وبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين، وأوقفت قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل في مايو، مشيرة إلى استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان.
وبدأ بعض حلفاء نتنياهو يهتفون لترامب بشكل أكثر صراحة، حيث اعتبروا محادثات وقف إطلاق النار قضية حزبية أمريكية، وحذر إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو، من أن الموافقة على صفقة الرهائن ستكون "صفعة لترامب وانتصارًا لبايدن"، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية.
وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، "إن الضغوط الأمريكية على إسرائيل لكبح جماح حملتها العسكرية خفت حدتها في الأسابيع الأخيرة، ولم توجه الإدارة الأمريكية انتقادات علنية تذكر لتصعيد الهجمات في المناطق المكتظة بالمدنيين، بما في ذلك منطقة المواصي، التي صنفتها إسرائيل كمنطقة إنسانية"، وفق "واشنطن بوست".