في تطور مفاجئ هزَّ الساحة السياسية الأمريكية، أعلن الرئيس جو بايدن، أمس الأحد، انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ما فتح الباب أمام سلسلة من السيناريوهات المعقدة لانتقال الترشيح داخل الحزب الديمقراطي.
انسحاب مفاجئ وتداعيات فورية
وفقًا لما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية، جاء قرار بايدن بالانسحاب عقب أدائه الضعيف في المناظرة الأخيرة أواخر يونيو المنقضي، وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن تعثر مرارًا في كلماته وفشل في الرد بفعالية على ادعاءات دونالد ترامب، ما أدى إلى تصاعد الانتقادات حول قدرته على مواصلة الحملة.
هذا القرار المفاجئ خلق حالة من الارتباك داخل الحزب الديمقراطي، وخاصة أن بايدن كان قد فاز بعدد كبير من المندوبين يفوق ما يحتاجه لضمان الترشيح، والآن، يجد الحزب نفسه في موقف غير معتاد، حيث يتعين عليه اختيار مرشح جديد قبل شهر واحد فقط من المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر عقده في شيكاغو يوم 18 أغسطس المقبل.
سيناريو المؤتمر المفتوح
أحد السيناريوهات الرئيسية التي تلوح في الأفق هو ما يُعرف بـ"المؤتمر المفتوح"، ووفقًا لـ"الجارديان"، دعت شخصيات ديمقراطية بارزة، مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، إلى عملية ترشيح مفتوحة في حالة انسحاب بايدن.
في هذا السيناريو، سيصل المندوبون الملتزمون سابقًا ببايدن إلى المؤتمر دون التزام بأي مرشح محدد، وهذا يعني أن العديد من المرشحين المحتملين سيتنافسون لكسب تأييد هؤلاء المندوبين، ما قد يؤدي إلى صراع محموم على أرضية المؤتمر لم يشهده الحزب الديمقراطي منذ عام 1968.
تشير الجارديان إلى أن هذا السيناريو قد يخلق حالة من عدم اليقين، حيث قد لا تُعرف نتيجة الترشيح مسبقًا، كما يمكن أن يؤدي إلى مفاوضات مكثفة وتحالفات متغيرة بين المرشحين والمندوبين.
سيناريو انتقال سلس
السيناريو الثاني الذي تطرحه الجارديان هو انتقال سلس للترشيح إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس، إذ أشارت الصحيفة إلى أن بايدن قد أيد بالفعل ترشيح هاريس لخلافته.
في هذا السيناريو، قد تذهب هاريس إلى المؤتمر كمرشحة قوية للفوز بالترشيح، وتتمتع هاريس بميزة كونها نائبة الرئيس، ما يمنحها أكبر صورة وطنية من بين أي مرشح محتمل آخر، إضافة إلى ذلك، فإن معظم المندوبين الملتزمين ببايدن هم من الموالين للحزب الذين قد يبحثون عن الخيار الأكثر أمانًا في حال تنحي بايدن.
ومع ذلك، تحذّر الصحيفة من أن هذا السيناريو ليس مضمونًا، فقد تواجه هاريس تحديات من مرشحين آخرين، خاصة إذا كانت هناك مخاوف داخل الحزب بشأن قدرتها على الفوز في الانتخابات العامة.
سيناريو المرشح التوافقي
السيناريو الثالث الذي تطرحه الجارديان هو ظهور مرشح توافقي جديد، إذ ذكرت الصحيفة أنه في الأيام التي تلت المناظرة، تم طرح عدة أسماء كبدائل محتملة لبايدن، بما في ذلك حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم وحاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر.
في هذا السيناريو، قد يتفق قادة الحزب على دعم مرشح جديد يُعتبر قادرًا على توحيد مختلف فصائل الحزب وجذب الناخبين المستقلين في الانتخابات العامة.
قد يكون هذا المرشح شخصية معروفة على المستوى الوطني، أو حاكم ولاية ناجح، أو حتى شخصية من خارج دائرة السياسة التقليدية.
تحذر "الجارديان" من أن هذا السيناريو قد يواجه تحديات، خاصة إذا لم يتمكن الحزب من الاتفاق على مرشح واحد، قد يؤدي ذلك إلى انقسامات داخل الحزب وصراعات على أرضية المؤتمر.
تحديات عملية الاختيار
بغض النظر عن السيناريو الذي سيتحقق، تشير الجارديان إلى أن عملية اختيار المرشح الجديد ستكون معقدة.
في الاقتراع الأول، يحتاج المرشح الفائز إلى تأمين أصوات أغلبية المندوبين الملتزمين البالغ عددهم نحو 4000 مندوب، إذا لم يفز أي مرشح بالأغلبية، ينتقل المؤتمر إلى اقتراع ثانٍ يشمل المندوبين الفائقين، وتلعب هذه المجموعة، المكونة من نحو 700 مندوب فائق هم في الغالب من كبار قادة الحزب، دورًا حاسمًا في اختيار المرشح، رغم أنهم يشكلون نسبة صغيرة من مجموع المندوبين، إلا أن دعمهم لمرشح معين قد يكون له تأثير كبير على نتيجة التصويت.