الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سماء مضطربة.. مُسيرات غامضة تراقب تدريبات الأوكرانيين في ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
جنود أوكرانيون يتدربون على كشف تحركات الجيش الروسي – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في أعماق الغابات داخل الريف الألماني، موقع سري خارج العاصمة برلين، يتدرب فيه مئات من الجنود الأوكرانيين لمدة ستة أسابيع، في دورة مكثفة تغطي أساسيات حرب الخنادق والقتال في المناطق الحضرية. ورغم إحاطة الموقع بسرية بالغة، إلا أن طائرات بدون طيار، مجهولة الهوية، تحلق بانتظام فوق قمم الأشجار.

وتعد التدريبات التي تستمر طوال اليوم وفي جميع الأحوال الجوية في الغابة جزءًا من بعثة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا (EUMAM Ukraine)، والتي تم إنشاؤها في عام 2022 بهدف تدريب 60 ألف جندي أوكراني، باستخدام مدربين من 24 دولة بحلول نهاية هذا العام.

وتعّد هذه الثكنة العسكرية السابقة في شرق ألمانيا هي واحدة من مركزين رئيسيين، أما المركز الثاني فيقع في بولندا.

وبينما يتدربون، لا يتمتع المجندون الأوكرانيون بمأمن من عدسات طائرات العدو المحتملة. لكن، الجيش الألماني -الذي لديه شكوك حول من يرسل هذه الطائرات بدون طيار- بدلًا من التدخل، يطلب من الأوكرانيين دمج هذه المسيّرات المعادية المحتملة في تدريبهم، استعدادًا للعودة للخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، حيث سيواجهون مسيّرات روسية تحاول قتلهم.

ونقل تقرير لصحيفة "بوليتيكو"، عن أحد ضباط الجيش الألماني القائمين على التدريب ظنونه أن بعض هذه المسيّرات "يتم توجيهها بنوايا غير ودية"، حسب قوله.

يشير تقرير الصحيفة إلى أن التشويش على الطائرات بدون طيار ليس بالأمر السهل. لأنه، من الناحية الفنية، من المستحيل حجب جميع الترددات التي يمكن استخدامها لتوجيه الطائرات بدون طيار. كما أن نشر تقنية تشويش السياج الجغرافي، من شأنه أن يعطل أجهزة الراديو المستخدمة للتواصل عبر منطقة التدريب.

ورغم أن الضابط لا يستطيع أن يجزم بأن هذه المسيّرات مرتبطة بروسيا، فإن الشكوك الواضحة هي أنها جزء من جهود موسكو لزعزعة استقرار وإضعاف معنويات حلفائها الغربيين الذين يدعمون كييف.

سماء مُشتعلة

في الواقع، لا تعتبر الطائرات المُسيّرة شيئًا جديدًا بالنسبة للأوكرانيين. إذ أصبحت المُسيّرات الرخيصة القادرة على حمل الكاميرات وبضعة كيلوجرامات من المتفجرات سمة رئيسية للحرب الروسية الأوكرانية. حيث يستخدمها الجانبان لمراقبة ساحة المعركة، وتوجيه نيران المدفعية والصواريخ، ومطاردة الدبابات والشاحنات والجنود.

وفي حين يتلقى الأوكرانيون المعرفة والخبرة من المدربين الدوليين، فإن الجيش الألماني يحاول أيضًا معرفة كيف يمكن للحرب الدائرة على بعد 2000 كيلومتر إلى الشرق أن تحول نهجه في القتال.

تقول "بوليتيكو": على سبيل المثال، يتأكد الجيش الألماني الآن من أن جنوده يرتدون ملابس مموهة بشكل صحيح، ويبقون منفصلين في الميدان؛ لتجنب أن يصبحوا هدفًا مغريًا للطائرات بدون طيار.

ولم تكتف برلين بتدريب المقاتلين الجدد لكييف، بل سعت لحماية نفسها من الغضب الروسي المحتمل عبر تقوية التحالفات، حتى لو على حساب بعض الانتقادات. مثلما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن دعمها لنشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، في مواجهة الانتقادات من داخل ائتلافها الحكومي.

وقالت بيربوك في مقابلة مع صحيفة مجموعة "فونكي" الإعلامية، أمس الأحد: "يتعين علينا حماية أنفسنا وشركائنا في منطقة البلطيق من هذا، بما في ذلك من خلال زيادة الردع والأسلحة الإضافية".

وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، أصدرت ألمانيا والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا يُشير إلى أن واشنطن ستبدأ "عمليات نشر متقطعة لقدرات النيران بعيدة المدى لقوة المهام متعددة المجالات في ألمانيا في عام 2026".

كما أدرجت الولايات المتحدة صواريخ "توماهوك- كروز"، التي يمكنها السفر لمسافة تصل إلى 2500 كيلومتر، والأسلحة الأسرع من الصوت التي يتم تطويرها حاليًا، والقادرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات، من بين القدرات التي يمكن نشرها في ألمانيا.