نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس السبت، ضربات متزامنة على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، فيما يواصل العدوان على غزة، لليوم 289، ما يعزز المخاوف من اندلاع الحرب الشاملة في المنطقة.
الهجوم على الحديدة
وقصفت مقاتلات إسرائيلية، أمس السبت، خزانات نفط ومحطة للكهرباء قرب ميناء الحديدة في اليمن، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 87 آخرين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء التابعة للحوثيين.
وكشف إياد الموسمي، مراسل "القاهرة الإخبارية" من اليمن، أنّ الضربة الإسرائيلية أسفرت عن خسائر كبيرة بميناء الحديدة، خصوصًا أنّه يستقبل يوميًا سفنًا تحمل وقودًا ومواد غذائية جرى تدميرها، ما يشير إلى أنّ الشعب اليمني ينتظر أزمة غذائية كبيرة، خلال الفترة المقبلة، بسبب دخول الحوثيين طرفًا في الصراع.
وأكد أنّ مدينة الحديدة تُعاني أزمات في الكهرباء والغذاء والوقود، وقصف الميناء يجعل الأمر صعبًا، خصوصًا أنه ليس ملكًا للحوثيين بل شريان أساسي للشعب اليمني.
وذكر أنّ الرافعات في ميناء الحديدة جرى إتلافها وخرجت عن الخدمة، ما يدفع المستوردين إلى اللجوء لميناء عدن، كما أن الوضع الصحي في الحديدة يعاني كثيرًا، بسبب تدني الخدمات الصحية والمستشفيات المحدودة، ومن المتوقع نقل المصابين إلى محافظات أخرى باليمن.
وأكد جيش الاحتلال ضرب أهداف عسكرية في غرب اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، وقال في بيان إن "مقاتلات قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين في منطقة ميناء الحديدة في اليمن".
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، أن الميناء الذي هاجمه الطيران الإسرائيلي يُستخدَم "طريق إمداد رئيسيًا لإيصال الأسلحة من إيران.
وكشفت تقارير إسرائيلية، أن جيش الاحتلال استخدم خلال هجومه على "ميناء الحديدة" طائرات هجومية من طراز F -15 وF-35 لإنجاح هجومه.
الحوثيون يتوعدون الاحتلال
وبيد أن الضربة الإسرائيلية الأولى للحديدة، لم تردع الحوثيين، الذين أعلنوا عن إطلاق صاروخ باليستي على إيلات.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنّ صفارات الإنذار من الغارات الجوية انطلقت في وقت مبكر بمدينة إيلات، صباح اليوم الأحد، ما دفع السكان للفرار إلى الملاجئ.
وأعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخ "أرض-أرض" اقترب من إسرائيل، وأُطلق من البحر الأحمر، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وهدد الحوثيون بتحويل أي رد انتقامي ضدهم إلى حرب طاحنة، وقال العميد عابد الثور، وهو مسؤول عسكري حوثي كبير، إن الجماعة لا تزال تمتلك "أسلحة لم يتم الكشف عنها بعد"، وحذر من أن "جميع المدن الإسرائيلية أصبحت الآن في مرمى استهدافنا".
غارات على جنوب لبنان
وتزامنًا مع استهداف الحديدة في اليمن، أكدت وكالة الأنباء اللبنانية، مساء أمس السبت، أن غارة إسرائيلية استهدفت مستودعًا للذخائر في بلدة عدلون جنوبي لبنان.
وذكر مراسل الوكالة أن انفجارات الصواريخ ظلت متواصلة بعد الغارة، وأنها طالت أكثر من بلدة وخصوصا "الخرايب"، ما أدى إصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة، تم نقلهم إلى المستشفى.
وأول أمس الجمعة، جيش الاحتلال أعلن شن غارات على مستودعات أسلحة لحزب الله في طير حرفا وبليدا.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، يتبادل جيش الاحتلال وحزب الله، إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان، ما أسفر عن مقتل 515 شخصًا على الأقل في لبنان، وفي الجانب الإسرائيلي، قُتِل 18 عسكريا و13 مدنيًا. وتتزايد المخاوف من أن يتحول القصف المتبادل إلى حرب شاملة.
مجازر جديدة في غزة
ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد الحوثيين في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، بينما واصلت مقاتلات الاحتلال قصفها على مختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 289 من العدوان، مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي أربعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدًا، و54 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان إلى 38 ألفًا و919 شهيدًا، و89 ألفًا، و622 إصابة، منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويقول الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، إن الضربات ضد إسرائيل ستتوقف حال أنهى جيش الاحتلال العدوان على غزة.
وقال داني سيترينوفيتش، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إن الرد على الحوثيين في اليمن "لم يُحدِث تغييرًا كبيرًا في المعركة المستمرة بين الجانبين".
وأكد لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتال هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ومن غير الواضح إلى متى سيستغرق ذلك.
وأضاف ضابط الاستخبارات الإسرائيلي: "يمكننا مهاجمة وكلاء إيران بقدر ما نريد، ولكن بدون وقف إطلاق النار، لا يمكننا إنهاء هذه الحرب.. حتى هذا الهجوم لن يفك العقدة المستعصية التي ربط بها الحوثيون أنفسهم بحماس".
مخاوف الحرب الشاملة
ويعزز التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد اليمن وجنوب لبنان، المخاوف من اندلاع الحرب الشاملة في المنطقة، وهو الأمر الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحيلولة دون حدوثه، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وتعمل دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وتوصل الجانبين إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى.
لكن جهود الوساطة تصطدم بعقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يصر على مواصلة العدوان على غزة، وإطالة أمد الحرب لضمان بقائه في منصبه، كما سبق ذكره في وسائل الإعلام الإسرائيلية.