يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، نجح في إعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي خلال يوم واحد فقط، وهذا التحول الملحوظ في النبرة والتوجه السياسي أثار ردود فعل إيجابية في وسائل الإعلام الأوروبية، مبشرًا بعصر جديد من التعاون بين بريطانيا وجيرانها الأوروبيين.
لحظة تاريخية
في لقاء المجتمع السياسي الأوروبي الذي عقد في قصر بلينهايم بأوكسفوردشاير، أعلن ستارمر عن رغبته في وضع حد لسنوات من العلاقات المتوترة مع باقي أوروبا.
وفقًا لصحيفة "ذا جارديان"، قوبل الإعلان بارتياح كبير، وشعر الكثيرون أنه بعد سنوات من القيادة الفوضوية في لندن، بدأ عصر جديد من التعاون.
صدى إيجابي
أشارت "ذا جارديان" إلى أن آنيت ديتيرت، مراسلة هيئة الإذاعة الألمانية العامة ARD، كانت متحمسة للغاية للتغيير في الأجواء.
نقلت الصحيفة عن "ديتيرت" قولها: "نجح ستارمر في استعادة سمعة بريطانيا في أوروبا خلال يوم واحد.. إنجاز مذهل في وقت قصير للغاية".
وأضافت: "إنه لأمر مريح للغاية ألا نضطر للإبلاغ عن بريطانيا كحالة ميؤوس منها بعد الآن".
آفاق جديدة للتعاون
فيما نقلت "ذا جارديان" عن مجلة دير شبيجل الألمانية ملاحظتها أنه "بعد العصر الجليدي الطويل بين برلين ولندن"، بدا أن المستشار الألماني أولاف شولتس وستارمر تفاهما بشكل جيد.
وأشارت المجلة إلى أن أداء رئيس الوزراء الجديد في بلينهايم قد يشير إلى بداية "ثنائي" جديد لأوروبا، مع الأخذ في الاعتبار احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وضعف الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا، ترى المجلة أن أوروبا بحاجة إلى مراكز قوة جديدة.
ونقلت "ذا جارديان" عن دير شبيجل أن الوفد الألماني يأمل في تكثيف التعاون مع الحكومة البريطانية تحت قيادة ستارمر بشكل كبير، سواءً على المستوى الثنائي أو الأوروبي، في قضايا الأمن والدفاع والتعاون الاقتصادي، وحتى في القضايا الحساسة مثل الهجرة.
إعادة ضبط العلاقات
ونقلت الجارديان عن صحيفة لوموند الفرنسية ملاحظتها للفرق بين قادة البلدين، ستارمر في مسار تصاعدي بعد فوز ساحق في الانتخابات، وماكرون الذي أضعفته الانتخابات المبكرة.
ومع ذلك، أضافت الصحيفة أن "القائد البريطاني يعلم أنه بحاجة إلى الرئيس الفرنسي، وأي حكومة فرنسية مستقبلية، لإكمال "إعادة ضبط" العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي بعد الأضرار التي سببها بريكست".
ووفقًا لـ"ذا جارديان"، كتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية: "التقارب مع الاتحاد الأوروبي أصبح الآن رسميًا".
أما في إسبانيا، فلاحظ مراسل صحيفة لا فانجوارديا في لندن أن القادة لم يعودوا منشغلين بكلمة "بريكست" بل بكلمة "إعادة الضبط".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ماريا راميريز، التي تغطي شؤون المملكة المتحدة لصحيفة "الداريو" الإسبانية الإلكترونية، ملاحظتها أن الرسائل في بلينهايم كانت واضحة جدًا.
كتبت راميريز: "كان ستارمر يتحدث في منتدى ضم أعضاء من الاتحاد الأوروبي ونحو 20 حكومة ومؤسسة أوروبية. لكن اهتمام الحكومة العمالية الجديدة يركز على تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي تريد إعادة ضبط العلاقات معه".