مع تصاعد الموجة الحارة جنوب أوروبا، أغلق أكبر معلم ثقافي في اليونان أبوابه لساعات، إذ سجلت درجات حرارة المحيط رقمًا قياسيًا قبالة سواحل كرواتيا، وتخطط حديقة الحيوان في إيطاليا لإطعام حيوانات الحديقة المثلجات.
إغلاق المعالم الأثرية في اليونان
وقررت وزارة الثقافة اليونانية إغلاق الجبل الصخري "الأكروبوليس"، الذي يعد أكبر معلم ثقافي في البلاد لمدة خمس ساعات بدءًا من الـ12 ظهرًا بالتوقيت المحلي، أمس الأربعاء، ما أجبر السائحين الذين يأملون في زيارة معبد "البارثينون" الواقع على الجبل على الاصطفاف في الصباح الباكر.
ووزع الصليب الأحمر زجاجات مياه مبردة ومنشورات معلوماتية على المنتظرين في الطابور، وقال توبي دونلاب، الذي كان في زيارة من ولاية بنسلفانيا للأكروبوليس: "لقد أنجزنا الأمر وخرجنا سريعًا، والآن سنذهب إلى بعض مكيفات الهواء ونتناول المزيد من المشروبات ونستمتع بيومن"، إلا أن الجو حار هناك، إذا لم تأتِ مستعدًا، فسيرهقك الأمر".
وجاءت الحرارة -إلى حد كبير- بسبب هبوب الهواء الساخن من إفريقيا، الذي يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يستمر حتى الأحد المقبل، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة ذروتها عند 43 مئوية.
مثلجات للحيوانات
وفي إيطاليا، وضعت حديقة الحيوان بروما خططًا لتوفير فترة راحة للحيوانات للتغلب على الحرارة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وكذلك إطعام الحيوانات المثلجات، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة 38 مئوية.
وقالت السلطات بالبلاد إن اثنين من رجال الإطفاء لقيا حتفهما في أثناء إخماد حريق، في منطقة بازيليكاتا جنوبي البلاد.
وأضاف المسؤولون، مدينة باليرمو في صقلية إلى قائمة 13 مدينة إيطالية مع تحذير شديد من الحرارة، وحثّت السلطات كبار السن في مدينة فيرونا على البقاء في منازلهم، بينما تم تركيب رشاشات لتبريد المارة.
أعلى درجات حرارة في البلقان
وفي كرواتيا، أبلغت السلطات عن أعلى درجات حرارة على الإطلاق في البحر الأدرياتيكي، الذي يقع بين البلاد وإيطاليا، إذ وصل مقياس الحرارة إلى ما يقرب من 30 مئوية في مدينة دوبروفنيك، وهي الوجهة السياحية الأكثر شعبية في البلاد.
وفي صربيا، أعلنت شركة الكهرباء الحكومية عن استهلاك قياسي، الثلاثاء الماضي، بسبب استخدام أجهزة تكييف الهواء.
وفي ألبانيا، دفعت الحرارة الحكومة إلى إعادة جدولة ساعات العمل لموظفي الخدمة المدنية، ما يسهل على البعض العمل من المنزل.
وعانت مقدونيا الشمالية المجاورة من عشرات حرائق الغابات، وامتد حريق كبير عبر ما يقرب من 30 كيلومترًا "21 ميلًا"، واستجابت طائرات مكافحة الحرائق من صربيا والجبل الأسود وكرواتيا ورومانيا وتركيا لنداء المساعدة الذي وجهته البلاد.
وقال العلماء إن أزمة المناخ، الناجمة بشكل أساسي عن حرق الوقود الأحفوري، تلعب الآن دورًا في كل موجة حارة على الكوكب، ما يجعلها أطول وأكثر تواترًا وأكثر شدة.