أعرب وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، عن انزعاج وقلق بلاده الشديدين من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة عقب مرور 10 أشهر من الاستهداف والعدوان الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين، في ظل انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية المصري، اليوم الخميس، سيجريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، أن عبد العاطي أعرب خلال اللقاء عن ترحيبه بالمسؤولة الأممية، مؤكدًا انفتاح مصر على التعاون والتنسيق معها لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠ لضمان الدخول السريع للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عوائق، ولرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي بات يواجه كارثة إنسانية حقيقية وغير مسبوقة.
وأوضح المتحدث، أن وزير الخارجية المصري أكد للمسؤولة الأممية أن مصر لم تدخر جهدًا منذ بدء الحرب في سبيل العمل على ضمان تدفق المساعدات الإنسانية لغزة من خلال معبر رفح، إلا أن التصعيد العسكري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، أدى إلى تعليق إدخال المساعدات، مشددًا على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة رفح الفلسطينية وتشغيل المعبر من قبل السلطة الفلسطينية.
وطالب الدكتور عبد العاطي المنسقة الأممية بتحديد التحديات والمعوقات التي تحول دون دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وتطوير الحلول الهادفة لإنفاذها وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن "عبد العاطي" أدان خلال اللقاء الهجمات ضد كافة العاملين في مجال المساعدات ومواقعهم داخل قطاع غزة، الأمر الذي يعيق جهودهم ويجبرهم على تعليق عملياتهم الإغاثية، في الوقت الذي تزداد فيه الاحتياجات الإنسانية بالقطاع.
وأبرز في هذا الصدد الدور الحيوي لوكالة الأونروا بصفتها الركيزة الأساسية لجهود الاستجابة الإنسانية بالقطاع، مشددًا على ضرورة التنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن ترتيبات تنفيذ ولاية المسئولة الأممية، وأية ترتيبات تتعلق بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار.
ومن جانبها، حرصت المسؤولة الأممية على التأكيد على أهمية الإطار السياسي لولايتها، بما يمكنها من أداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه، مستعرضة أبرز الجهود التي اضطلعت بها خلال الفترة الماضية على صعيد ادخال وتوصيل المساعدات لقطاع غزة، مستدركةً بأن استمرار العمليات العسكرية والانفلات الأمني في القطاع يمثلان تحديًا كبيرًا لمهامها. وقد تناولت المباحثات بشكل مفصل تقييم المسارات المختلفة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن المسؤولة الأممية أعربت عن الشكر لمصر على جهودها المستمرة لمواجهة الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، وتعاونها مع منسقة الأمم المتحدة وفريقها، مبرزة حرصها على العمل مع مصر على استعادة وتيرة دخول المساعدات والشروع في بدء إعادة الإعمار والتعافي المبكر فور انتهاء العمليات العسكرية. كما أعرب وزير الخارجية والهجرة عن ترحيب مصر المستمر بالتنسيق مع المسؤولة الأممية، واتفق الجانبان على استمرار التشاور خلال الفترة المقبلة.