الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

20 دقيقة حاسمة.. ثغرات في الخدمة السرية عرضت ترامب للخطر

  • مشاركة :
post-title
محاولة اغتيال دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أفادت تقارير إخبارية حديثة، بأن جهاز الخدمة السريّة الأمريكي سمح للرئيس السابق دونالد ترامب بالصعود إلى منصة خطابه في ولاية بنسلفانيا، رغم علمهم بوجود تهديد وشيك، قبل 20 دقيقة من محاولة الاغتيال.

وهذا الكشف المثير، الذي نقلته شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية، يثير تساؤلات جادة حول بروتوكولات الأمن وعملية صنع القرار داخل الجهاز المكلف بحماية كبار الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.

العد التنازلي

وفقًا للتقرير الذي نشرته شبكة إيه بي سي نيوز، بدأت الأحداث قبل ساعة كاملة من محاولة الاغتيال، ففي الساعة 5:10 مساءً، تم تحديد توماس ماثيو كروكس، البالغ من العمر 20 عامًا، كشخص مثير للاهتمام، وبعد 20 دقيقة، في الساعة 5:30 مساءً، تم رصده وهو يحمل جهاز تحديد المدى، ما زاد من مستوى التهديد المحتمل.

النقطة الفاصلة كانت في الساعة 5:52 مساءً، عندما لاحظ قناصة الخدمة السريّة وجود "كروكس" على سطح أحد المباني المجاورة، ورغم هذا الاكتشاف المقلق، سُمح لترامب بالصعود إلى المنصة بعد 10 دقائق فقط، في الساعة 6:02 مساءً.

وبعد 10 دقائق إضافية، في الساعة 6:12 مساءً، أطلق كروكس النار للمرة الأولى صوب ترامب.

ثغرات أمنية

كشف التحقيق عن تفاصيل مثيرة حول كيفية وصول كروكس إلى موقعه، فوفقًا لما نقلته "إيه بي سي نيوز"، تمكن المهاجم من تسلق وحدة تكييف الهواء لمبنى مجاور، ثم انتقل إلى سطح المبنى المستهدف، ما يثير تساؤلات جديدة حول الإجراءات الأمنية المتبعة لتأمين المباني المحيطة بموقع الحدث.

وكشفت مصادر مطلعة لشبكة "إيه بي سي نيوز"، أنه قبل التجمع، طلبت الخدمة السرية من الشرطة المحلية وضع سيارة دورية عند المبنى الذي اعتلاه المهاجم لاحقًا، إلا أن السلطات المحلية لم تتمكن من توفير السيارة المطلوبة.

هذه المعلومة، التي أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" أولًا، تثير تساؤلات حول مدى التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة.

وما يثير الدهشة هو أن المبنى الذي أطلق منه "كروكس" النار كان يُستخدم كمقر للشرطة المحلية ووحدات مكافحة القناصة، وهذا الأمر، كما أشارت "إيه بي سي نيوز"، ربما أدى إلى ارتباك بين قناصة الخدمة السريّة الذين كانوا يحاولون تحديد مصدر التهديد.

افراد قناصة الخدمة السرية

وفي الوقت نفسه، أكدت مديرة الخدمة السرية، كيمبرلي شيتل، في مقابلة حصرية مع "إيه بي سي نيوز"، وجود الشرطة المحلية داخل المبنى في نفس الوقت الذي كان فيه المهاجم على السطح يطلق النار على ترامب، موضحة أن السلطات المحلية كانت مسؤولة عن تأمين ذلك المبنى، بينما كانت الخدمة السرية مسؤولة عن المحيط الداخلي للحدث.

كما صرح مايكل تي. سلوب، قائد شرطة مقاطعة بتلر، لـ"إيه بي سي نيوز" أنه تم إبلاغه بأن ضابط شرطة من بلدة بتلر، كان يبحث عن شخص مشبوه، صعد إلى سطح المبنى وواجه المسلح لفترة وجيزة، وعندما وجه "كروكس" سلاحه نحو الضابط، اضطر الأخير للتراجع، وبعد لحظات، دوت طلقات الرصاص.

الدافع لا يزال غامضًا

رغم مرور أيام على الحادث، لا يزال الدافع وراء محاولة الاغتيال غامضًا، إذ نقلت "إيه بي سي نيوز" عن المحققين أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد أي ارتباط أيديولوجي بين كروكس والرئيس السابق ترامب أو الرئيس الحالي جو بايدن، كما أشارت المقابلات مع والدي المهاجم إلى أن أيًا منهما لم يكن لديه ميول سياسية قوية.

هذا الغموض يزيد من تعقيد القضية، خاصة مع اكتشاف أجهزة مشبوهة في سيارة كروكس ومنزله، إضافة إلى العثور على سترة تكتيكية لم يستخدمها أثناء الهجوم، وتوضح الشبكة أن كل هذه العناصر تشير إلى تخطيط مسبق، لكنها لا تقدم إجابة واضحة عن الدافع.

أسئلة بلا إجابات

أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه أجرى 200 مقابلة كجزء من التحقيق، وفقًا لما ذكرته "إيه بي سي نيوز"، ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة عديدة بلا إجابات، إذ عثر المحققون على جهاز إرسال عن بعد في جيب المشتبه به، يُعتقد أنه كان مخصصًا لتفجير أجهزة مشبوهة تم العثور عليها في سيارته ومنزله.

كما تم العثور على سترة تكتيكية في سيارة كروكس، مما يثير التساؤل حول سبب عدم ارتدائها أثناء الهجوم.