تمكن خبراء الأسلحة من تحديد بقايا ذخائر أمريكية الصنع، استخدمها جيش الاحتلال في قصف مدرسة تؤوي النازحين في وسط غزة، الأحد الماضي، وأسفر عن استشهاد 22 مدنيًا فلسطينيًا على الأقل، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وارتكب جيش الاحتلال، أمس الأول الأحد، مجزرة جديدة بحق النازحين في مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية مدرسة "أبو عريبان" التابعة للأونروا وتؤوي نازحين في مخيم النصيرات؛ وهذا ما أسفر عن استشهاد 22 مدنيًا، وإصابة102، معظمهم نساء وأطفال.
وأظهر مقطع فيديو بثته "سي. إن. إن" من مكان المجزرة، يوم الأحد، سيارة إسعاف في المدرسة، بينما كان الناس يبحثون بشكل محموم بين الأنقاض والملاجئ المؤقتة المدمرة في ساحة المدرسة.
ونقلت الشبكة عن رجل في موقع المجزرة، أنه لم يكن هناك أي تحذير. وأضاف: "نحن نسحب يدًا هنا وساقًا هناك من تحت الأنقاض. مدنيون لم يرتكبوا أي خطأ".
وكرر الرجل ما قاله كثيرون في غزة في الأيام الأخيرة وسط تعليمات من جيش الاحتلال للمدنيين، بمغادرة مناطق معينة في وسط وجنوب غزة، قائلًا: "نحن مهجرون وسنبقى هنا. إذا أراد أن يضرب أكثر، فليضرب. نحن باقون، حتى لو أراد تدمير غزة بأكملها وبناء واحدة جديدة وتسميتها غزة نتنياهو، فنحن باقون".
وعبر عبد الكريم العساس، أحد سكان النصيرات، عن يأسه قائلًا: "أين نذهب؟ أنتم تخبروننا إلى أين نذهب وسنذهب. هذه إبادة جماعية، نحن بحاجة إلى الأمان. هل يوجد مقاومون هنا؟ لا يوجد سوى النساء والأطفال وكبار السن".
وقال تيسير الكيلاني الذي لجأت عائلته أيضًا إلى المدرسة: "هربنا جميعًا، ثم جاء ابني يحمل حفيدي الذي أُصيب ونقل إلى مستشفى الأقصى، ثم سقط صاروخ آخر، نتنياهو يستهدف مدارس الأونروا".
وتمكن باحثو الأسلحة من تحديد أجزاء الصواريخ المستخدمة في الهجوم الإسرائيلي على النازحين في مدرسة الأونروا. وقال باتريك سينفت، منسق الأبحاث في مؤسسة خدمات أبحاث التسلح، من أن "العديد من القطع تالفة للغاية حيث لا تسمح بتحديد هويتها بشكل إيجابي".
لكن إحدى الصور، كما يقول باحث الأسلحة، تضمنت محتويات قنبلة "جي بي يو-39" وهي ذخيرة جو-أرض موجهة صغيرة القطر تزن 250 رطلًا من إنتاج شركة بوينج.
واتفق تريفور بول، الذي كان عضوًا كبيرًا في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش الأمريكي، أن الصور أظهرت على الأرجح جزءًا من زعنفة قنبلة ذات قطر صغير. وقال بول لسي إن إن: "هناك أيضًا شظايا من صاروخ هيلفاير أمريكي الصنع في الموقع، بما في ذلك الجزء العلوي من نظام التوجيه".
وقبل مجزرة مدرسة النازحين في النصيرات، أعلنت الأونروا عن 456 عدوانًا إسرائيليًا على مباني الوكالة الأممية، وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأكدت الوكالة تأثر 188 منشأة مختلفة تابعة للأونروا؛ جراء تلك الحوادث، في حين استشهد ما لا يقل عن 524 نازحًا يلتجئون في ملاجئ الأونروا وأُصيب 1621 على الأقل منذ بدء الحرب.