بنسبة 3.2 في المئة، يعود الاقتصاد الأمريكي للنمو في الربع الثالث من العام الحالي، بعد فصلينِ كاملينِ من الانكماش، شهدهما أكبر اقتصاد في العالم، في ظل ارتفاع معدلات الفائدة إلى مستويات تاريخية لكبح التضخم.
رغم التضخم الذي يضرب البلاد وارتفاع أسعار الفائدة، فإن الاستهلاك الأمريكي فاقَ التوقعات ليرتفع بنسبة 2. 3% في الربع الثالث من العام الحالي، رغم تكهنات خبراء الاقتصاد والمالية بدخول البلاد إلى حالة من الركود الحاد.
في هذا السياق، وصف محمد يسلم الفلالي، الخبير الاقتصادي، زيادة معدل النمو في الاقتصاد الأمريكي بالمفاجأة، غير أنّ هذا لا يعني تجنبه مخاطر الركود، إذ توجد عوامل أكثر حدةً ستؤثر فيه، من بينها التوجه الواضح للبنك الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة إلى حد يكسر نسبة التضخم المتزايدة التي وصلت إلى نسبة 5.5 في المئة.
أضاف "الفلالي"، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن نجاح خطة الفيدرالي الأمريكي لمواجهة التضخم، أمر نسبي، فالمعروف أن السياسة النقدية تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت، كي يشعر بها السوق والمواطنون، في ظل تباين بين البنك المركزي والسوق المالية.
تابع أن المراقبين في الولايات المتحدة يتوقعون أن يعلن الفيدرالي الأمريكي نيته النقدية في الشهور المقبلة لكسر التضخم، مهما كان السبب، ما يعني أن الانكماش في العام المقبل أمر متوقع.
ذكر "الفلالي" أن الاقتصاد الأمريكي يتوجه نحو نقص في السيولة والاستهلاك بسبب الضغوط المتزايدة من البنك المركزي الذي يشغله أمران أساسيان، هما التوظيف والتضخم في ظل التناقض الحالي بين ارتفاع أسعار البضائع ونسبة التضخم، مؤكدًا أن أي محاولة لخفض التضخم تُشكّل ضغطًا على العمالة.