زرع باحثون روس أقطاب كهربائية داخل الجمجمة لمريضين، لدراسة نشاط الدماغ عند الكتابة والتحدث في محاولة "لقراءة الأفكار"، بحسب وكالات.
وشملت الدراسة مريضين مصابين بالصرع، وسبق أن تم زرع أقطاب كهربائية في دماغيهما لأسباب طبية بالمركز الفيدرالي لجراحة الأعصاب التابع لوزارة الصحة الروسية في تيومين، وبهذه الطريقة يبحث الأطباء عن مصدر نشاط الصرع.
في المهمة الأولى، كتب المرضى أرقامًا على جهاز لوحي، وفي الثانية، نطقوا الكلمات بصوت عالٍ أولًا، ثم نطقوها بصمت (حركوا شفاههم)، وأخيرًا تخيلوا نطق الكلمات فقط، دون أي حركة للسان أو الشفاه وما إلى ذلك، وطوال هذا الوقت، تم إجراء تسجيل مستمر لنشاط الدماغ من الأقطاب الكهربائية.
ووجد العلماء أنه في أثناء الكتابة، تم تسجيل مهمة حركية، ونشاط غير موضعي، وتم استقبال الإشارة من قبل جميع الأقطاب الكهربائية، بغض النظر عن موقعها.
وأوضح العلماء أن تنسيق الحركات يصاحبه توزيع النشاط في جميع أنحاء القشرة الدماغية، وليس التركيز في نقطة واحدة، وفي بعض مناطق معينة من الدماغ، لوحظ النشاط في أثناء التحدث والكتابة، وتبين أن أنماط النشاط الكهربائي في أثناء التحدث الكامل وفي أثناء النطق "الصامت" متشابهة.
وأوضح الباحثون أنه من خلال تحديد الموقع المحدد الذي يتولد فيه النشاط الكهربائي في الدماغ، من الممكن التعرف على نوايا الشخص.
وقال المؤلف الرئيسي للعمل العلمي، وهو باحث مبتدئ في مركز فلاديمير زيلمان لعلم الأحياء العصبية وإعادة التأهيل العصبي: "إن أي محاولة لتسجيل إشارة من الصوت الداخلي هي مثيرة للاهتمام في حد ذاتها لأنك، بمعنى ما، تقرأ العقول".
ووفقًا للعلماء، فإن اكتشافهم يوسع القاعدة المعرفية اللازمة لإنشاء واجهات عصبية ذكية (شرائح دماغية) يمكنها التعرف على نوايا المستخدم دون أن يعرف مسبقًا ما إذا كان يريد القيام بحركة أو كتابة نص أو أداء مهمة أخرى.
وتستخدم الواجهات العصبية في الطب لتسهيل إعادة تأهيل الأشخاص، الذين يعانون اضطرابات في الجهاز العصبي، ولإنشاء الواقع المعزز والتحكم في الأطراف الاصطناعية الذكية.