يشهد العالم تسارع وتيرة التسليح بين مختلف القوى الدولية والإقليمية، وباتت النفقات الدفاعية بدول العالم في زيادة مستمرة، وألقى هذا السباق بظلاله على الأزمة الروسية الأوكرانية، فالأطراف المتصارعة رفعت مستوى استخدامها للأسلحة النوعية، إذ أعلنت واشنطن أنها ستدعم كييف بمنظومة "باتريوت".
وفي هذا الإطار، تناولت قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، بالتحليل مع عدد من الخبراء تأثير نشر أنظمة "باتريوت" للدفاع الجوى في أوكرانيا على مسار الحرب والحد من التفوق الروسي.
أنظمة "باتريوت" باهظة الثمن
قال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، إن منظومة الدفاع الجوى "باتريوت" متقدمة للغاية، وقادرة على رصد أهدافها على بعد يصل مداه 100 كيلومتر، وأشار إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى عدد كبير من هذه البطاريات حتى تصبح فاعلة.
وأشار "الحلبي" إلى أنه من الصعب إمداد "كييف" بعدد كافٍ من الصواريخ لأنها باهظة الثمن، إذ يصل سعر الصاروخ الواحد إلى 4 ملايين دولار، بالإضافة إلى الصعوبة فى التدريب الذى يحتاج 4 أشهر أو أكثر، وأكد أن روسيا لن تترك الصورايخ تدخل أوكرانيا بسهولة، فضلا عن نصبها لاستخدامها.
أحد التحديات التي تواجه واشنطن في نظر الخبير العسكري المصري تتمثل في الخوف من إتمام صفقات إرسال أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا، في التأثير على سمعة السلاح الأمريكي، إذ إن روسيا تمتلك منظومات من الأسلحة المتطورة القادرة على استهداف المنظومة بكل سهولة.
تقليل الضغط على الأنظمة الجوية
إيفان سيهيدا، الدبلوماسي الأوكراني، فى حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد ثقته فى انتصار كييف والصمود أمام السلاح الروسي طوال هذه المدة، لافتا إلى أنه من المهم أن تمتلك "كييف" أنظمة متطورة من الدفاع الجوي لحماية المنشآت المدنية والعسكرية.
وأكد أن أنظمة "باتريوت" تُسهم بشكل كبير في الدفاع الجوي، فهي لن تستخدم لمواجهة المُسيرات، لكنها تستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية السريعة التى من المحتمل أن تستخدمها روسيا، كما يخفف الضغط على الأنظمة الجوية فى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن كييف تدافع عن ميثاق الأمم المتحدة وفقًا للقانون الدولي، الذي شدد على ضرورة عدم احتلال أي دولة أراضي أخرى بطريقة عسكرية.
مأزق عالمى.. وفخ سياسي
وقال مستشار العلاقات الدولية تيمور دويدار، إن منظومة الباتريوت التى تريدها أوكرانيا باهظة الثمن فضلًا عن طيلة مدة التدريب عليها وفترة تنصيبها.
وأوضح "دويدار" أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي وقع فى فخ سياسي، لأنه أصبح مقيدًا في اتخاذ أي قرار، مشيرًا إلى أن الغرب يستخدم الشعب الأوكراني استخدامًا غير عادل.
وأشار إلى أن العالم سيشهد أزمة كبرى فى حالة تزويد أوكرانيا بمنظومة "باتريوت"، موضحًا أنه حتى الآن لا توجد حرب معلنة من قبل روسيا على "كييف"، واعتبرها مستشار العلاقات الدولية "عملية عسكرية" لم يشترك الجيش الروسي النظامي فيها حتى الآن، مؤكدًا أننا سنكون أمام مأزق عالمي في المستقبل في حالة تفعيل هذه المنظومة على الأراضي الأوكرانية.