يجاهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، حاليًا، من أجل إخماد دعوات إخراجه من سباق الرئاسة الأمريكية، بعد الأداء الكارثي الذى بدا عليه في المناظرة أمام خصمه المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.
ويتعرض جو بايدن لضغوط متزايدة من الديمقراطيين للانسحاب من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر المقبل، بعد أدائه الضعيف خلال مناظرته الرئاسية في 27 يونيو المنقضي مع الرئيس السابق دونالد ترامب، على الرغم من تعهده مرارًا بالبقاء في السباق.
ودعا ما لا يقل عن 10 أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، بايدن إلى إفساح المجال لمرشح مختلف بعد تساؤلات أثارتها المناظرة أمام ترامب حول مدى أهليته للمنصب، في حين أعرب كثيرون في الحزب علانية عن شكوكهم حول ما إذا كان ينبغي أن يستمر.
وأمضى بايدن الأيام القليلة الماضية، وهو يقول للديمقراطيين إنه الوحيد الذي هزم ترامب، حيث طلب منه العديد من أعضاء مجلس النواب من حزبه إظهار أنه لا يزال مؤهلًا عقليًا وجسديًا لهذا المنصب.
واجتمع بايدن، الأربعاء الماضي، مع حكّام الولايات الديمقراطيين في مسعى لطمأنة حزبه بأنه سليم العقل والجسد.
وسعى الرئيس الأمريكي إلى طمأنة ما يقرب من 200 رئيس بلدية، أمس الثلاثاء، بأنه على مستوى تحديات فترة ولاية ثانية. وطرح رؤساء البلديات أسئلة على بايدن حول خططه لولاية ثانية.
وبينما كان بايدن يتحدث مع رؤساء البلديات الأمريكيين عبر "زووم"، اجتمع المشرّعون الديمقراطيون في مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الثلاثاء، في لحظة حاسمة بالنسبة للرئيس الأمريكي وحزبهم، مع تصاعد التوترات حول مسألة إمكانية استمراره كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة أم لا.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، كان الموضوع يدور حول ما إذا كان يجب الاستمرار في دعم بايدن كمرشح أم دفعه إلى الانسحاب، وسط مخاوف بشأن قدرته على قيادتهم إلى النصر ضد مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل.
واللافت أن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين اجتمعوا دون هواتف محمولة، فلم تكن هناك أي تسريبات للاجتماع، الذي وصفه قادة الحزب بأنه مجرد مناقشة "عائلية".
لكن أحد الديمقراطيين الذين شاركوا في الاجتماع، قال إن المزاج كان "قاسيًا"، حيث ناقش المشرّعون مسألة رفض بايدن، بشكل قاطع، التنحي، وهو الذي ناشدهم في رسالة شديدة اللهجة، أمس الأول الاثنين، أن يوجهوا تركيزهم أكثر نحو التهديد الذي يشكله ترامب.
ووصف كريج ميكس، النائب من نيويورك، الاجتماع، للصحفيين بأنه "جلسة استماع".
وقال النائب لويد دوجيت من تكساس، الذي أصبح أول مشرّع ديمقراطي يدعو بايدن إلى التنحي الأسبوع الماضي، للصحفيين إنه طرح قضية بديل للرئيس في الاجتماع.
وفي الوقت نفسه، أبدى عدد من المشرعين، بما في ذلك النواب ستيني هوير من ماريلاند، وهانك جونسون من جورجيا، وخوان فارجاس من كاليفورنيا، دعمهم للرئيس أثناء دخولهم وخروجهم من الاجتماع، وفق ما ذكرت شبكة "سي. بي. إس. نيوز" الأمريكية.
وأصدرت النائبة ديانا ديجيت (كولورادو)، رئيسة التجمع المؤيد لحق الاختيار في مجلس النواب، بيانًا قالت فيه إن بايدن "لا يزال قادرًا على القيام بالمهمة لولاية ثانية".
وقال إيريك هام، الباحث في الشؤون السياسية الأمريكية، والمقرب من الحزب الديمقراطي، إن اجتماع الثلاثاء وضع الجميع في الصورة التي ترتسم شيئا فشيئا، وهي "الالتفاف الواضح حول بايدن كمرشح للحزب". وأضاف: "أعتقد أن الأمر بدأ يصبح جليًا بأن الحزب سيتمسك به مرشحًا رغم بقاء هاجس قدراته الصحية وسنّه المتقدمة، لدى البعض".
وخلال الاجتماع، ظهر أنصار بايدن كقوة مقابل معارضيه، وفق "أسوشيتد برس"، لافتة إلى أن أحد الديمقراطيين الذين كانوا يرغبون في انسحاب بايدن عكس مساره، أمس الثلاثاء، لدعم الرئيس علنًا، في إشارة إلى النائب من نيوروك جيري نادلر.
وأمس الأول الاثنين، دعا بايدن البرلمانيين الديمقراطيين المجتمعين في واشنطن في دورة برلمانية جديدة إلى "الاتحاد" خلف ترشحه الذي اهتز بعد مناظرته أمام ترامب قبل عشرة أيام.
وكتب الرئيس الأمريكي "رغم التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى.. تصميمي ما زال قويًا للاستمرار في السباق"، معتبرًا في رسالة إلى البرلمانيين أنه "آن الأوان للاتحاد وللمضي قدمًا كحزب موحد وإلحاق الهزيمة بدونالد ترامب".